أنه تمييز لما أو لضمير به وحكى عن الفراء اوصفه ازواجا ورد ذلك لتعريف التمييز وتعريف وصف النكرة وقيل : على أنه حال من ضمير به أو من ما وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وجر الحياة على البدل من ما واختاره مكي ولا يخفى ما فيه وقيل : نصب على الذم أي اذم زهرة الخ واعترض بأن المقام يأباه لأن المراد أن النفوس مجبولة على النظر اليها والرغبة فيها ولا يلائمة تحقيرها ورد بأن في اضافة الزهرة في الحياة الدنيا كل ذم وما ذكر من الرعبة من شهوة النفوس الغبية التي حرمت نور التوفيق .
وقرأ الحسن وابو حيوة وطلحة وحميد وسلام ويعقوب وسهل وعيسى والزهري زهرة بفتح الهاء وهي لغة كالجهرة في الجهرة وفي المحتسب لابن جنى مذهب اصحابنا في كل حرف حلق ساكن بعد فتحة أنه لا يحرك إلا على أنه لغة كنهر ونهر وشعر وشعر ومذهب الكوفيين أنه يطرد تحريك الثاني لكونه حرفا حلقيا وان لم يسمع ما لم يمنع منه مانع كما في لفظ نحو لأنه لو حرك قلب الواو ألفا وجوز الزمخشري كون زهرة بالتحريك جمع زاهر ككافر وكفرة وهو وصف لأزواجا أي أزواجا من الكفرة زاهرين بالحياة الدنيا لصفاء ألوانهم مما يلهون ويتنعمون وتهلل وجوههم وبهاء زيهم بخلاف ما عليه المؤمنون والصلحاء من شحوب الألوان والتقشف في الثياب وجوز على هذا كونه حالا لأن اضافته لفظية .
وأنت تعلم أن المتبادر من هذه الصفة قصد الثبوت لا الحدوث فلا تكون إضافتها لفظية على أن المعنى على تقدير الحالية ليس بذاك لنفتنهم فيه متعلق بمتعنا أي لنعاملهم معاملة من يبتليهم ويختبرهم فيه أو لنعذبهم في الآخرة بسببه وفيه تنفير عن ذلك ببيان سوء عاقبته مآلا اثر بهجته حالا وقرأ الاصمعي عن عاصم لنفتنهم بضم النون من افتنه إذا جعل الفتنة واقعة فيه على ما قال أبو حيان ورزق ربك أي ما ادخر لك في الآخرة أو رزقك في الدنيا من النبوة والهدى وادعى صاحب الكشف أنه انسب بهذا المقام أو ما ادخر لك فيها من فتح البلاد والغنائم وقيل : القناعة خير مما متع به هؤلاء لأنه مع كونه في نفسه من اجل ما يتنافس فيه المتنافسون مامون الغائلة بخلاف ما متعوا به وابقى .
131 .
- فانه نفسه أو اثره لا يكاد ينقطع كالذي متعوا به .
وامر اهلك بالصلاة أمر صلى الله عليه وسلّم أن يأمر أهله بالصلاة بعدما أمر هو E بها ليتعاونوا على الاستعانة على خصاصتهم ولا يهتموا بأمر المعيشة ولا يلتفتوا لفت ذوي الثروة والمراد باهله A قيل ازواجه وبناته وصهره على رضى الله تعالى عنهم وقيل : ما يشملهم وسائر مؤمني بني هاشم والمطلب وقيل : حميع المتبعين له E من أمته واستظهر أن المراد أهل بيته صلى الله تعالى عليه وسلم وايد بما أخرجه ابن مردودية وابن عساكر وابن النجار عن ابي سعيد الخدري قال : لما نزلت وأمر أهلك الخ كان E يجئ إلى باب علي كرم الله تعالى وجهه صلاة الغداة ثمانية اشهر يقول : الصلاة رحمكم الله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وروى نحو ذلك الامامية بطرق كثيرة .
والظاهر أن المراد بالصلاة الصلوات المفروضة ويؤمر بادائها الصبي وإن لم تجب عليه ليعتاد ذلك فقد روى أبو داود باسناد حسن مرفوع مروا اولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع واصطبرعليها أي وداوم عليها فالصبر مجاز مرسل عن المداومة