فرقة ويحشره بالباء يوم القيامة اعمى .
124 .
- الظاهر أن المراد فاقد البصر كما في قوله تعالى ونحشره يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما قال استئناف كما مر رب لم حشرتنى اعمى وقد كنت بصيرا .
125 .
- أي في الدنيا كما هو ظاهر ولعل هذا باعتبار اكثر افراد من اعرض لأن من افراده من كان اكمة في الدنيا والظاهر أن هذا السؤال عن السبب الذي استحق به الحشر لاعمى لأنه جهل أو ظن أن لاذنب له يستحق به ذلك .
قال الله تعالى في جوابه كذلك اتتك إياتنا الكاف مقحمة كما في مثلك لا يبخل وذلك إشارة إلى مصدر أتتك أي مثل ذلك الاتيان البديع أتتك الآيات الواضحة النيرة وعند الزمخشري لا إقحام وذلك إشارة إلى حشرة أعمى أي مثل ذلك الفعل فعلت أنت وقوله تعالى أتتك الخ جواب سؤال مقدر كأنه قيل : يا رب ما فعلت أنا فقيل : أتتك آياتنا فنسيتها أي تركتها ترك المنسي الذي لايذكر اصلا والمراد فعميت عنها إلا أنه وضع المسبب موضع السبب لأن من عمي عن شئ نسيه وتركه والأشارة في قوله تعالى وكذلك إلى النسيان المفهوم من نسيتها والكاف على ظاهرها أي مثل ذلك النسيان الذي كنت فعلته في الدنيا اليوم تنسى .
126 .
- أي تترك في العمى جزاء وفاقا وقيل : الكاف بمعنىاللام إلا جلية كما قيل في قوله تعالى واذكروه كما هداكم أي ولاجل ذلك النسيان الصادر منك تنسى وهذا الترك إلى ما شاء الله تعالى ثم يزال العمى عنه فيرى أهوال القيامة ويشاهد النار كما قال سبحانه ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها الآية ويكون ذلك له عذابا فوق العذاب وكذا اليكم والصمم يزيلهما الله تعالى عنهم كما يدل عليه قوله تعالى أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا .
وفي رواية عن ابن عباس رضى الله تعالى عنه أن الكافر يحشر اولا بصيرا ثم يعمى فيكون الأخبار بأنه قد كان بصيرا إخبار عما كان عليه أول حشره والظاهر أن ذلك العمى يزول ايضا وعن عكرمة أنه لايى شئ إلا النار ولعل ذلك أيضا في بعض اجزاء ذلك اليوم وإلا فكيف يقرأ كتابه وروى عن مجاهد ومقاتل والضحاك وابي صالح هي رواية عن ابن عباس أيضا أن المعنى نحشره يوم القيامة اعمى عن الحجة أي لاحجة له يهتدي بها وهو مراد من قال : اعمى القلب والبصيرة واختار ذلك ابراهيم ابن عرفه وقال كلما ذكر الله سبحانه في كتابه العمى فذمه فانما يراد به عمى القلب قال سبحانه وتعالى : فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وعلى هذا فالمراد بقوله وقد كنت بصيرا وقد كنت عالما بحجتي بصيرا بها احاج عن نفسي في الدنيا ومنه يعلم اندفاع ما قاله ابن عطية في رد من حمل العمى على عمى البصيرة من أنه لو كان كذلك لم يحس الكافر به لأنه كان في الدنيا اعمى البصيرة ومات وهو كذلك .
وحاصل الجواب علية إني حشرتك اعمى القلب لاتهتدي إلى ما يناجيك من الحجة لأنك تركت في الدنيا آياتي وحججي وكما تركت ذلك تترك على هذا العمى ابدا وقيل : المراد باعمى متحيرا لايدري مايصنع من الحيل في دفع العذاب كالاعمى الذي يتحير في دفع ما لايراه وليس في الآية دليل كما يتوهم على عد نسيان القرآن أو آية منه كبيرة كما ذهب اليه الأمام الرافعي ويشعر كلام الأمام النوري في الروضة باختياره لآن المراد بنسيان الآيات بعد القول بشمولها آيات القرآن تركها وعدم الأيمان بها ومن عد نسيان شئ من القرآن كبيرة اراد