لنذرينه وقرأت فرقة منهم عيسى بضم السين وقرأ ابن مقسم لننسفنه بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد السين غي اليم أي في البحر كما أخرج ذلك ابن ابي حاتم عن ابن عباس .
وأخرج عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه فسره بالنهر وقوله تعالى نسفا .
97 .
- مصدر مؤكد أي لنفعلن به ذلك بحيث لا يبقى منه عين ولا اثر ولا يصادف منه شئ فيؤخذ ولقد فعل عليه السلام ما اقسم عليه كله كما يشهد به الأمر بالنظر زانما لم صرح به تنبيها على كمال ظهوره واستحالة الخلف في وعده المؤكد باليمين وفي ذلك زيادة عقوبة للساري واظهار لغباوة المفتتنين وقال في البحر بيانا لسر هذا الفعل : يظهر أنه لما كان قد اخذ السامري القبضة من اثر فرس جبريل عليه السلام وهو داخل البحر ناسب أن ينسف ذلك العجل الذي صاغه من الحلي الذي كان اصله للقبط والقى فيه القبضة في البحر ليكون ذلك تنبيها على أن ما كان به قيام الحياة آل إلى العدم والقى في محل ما قامت به الحياة وان اموال القبط قذفها الله تعالى في البحر لا ينتفع بها كما قذف سبحانه اشخاص مالكيها وغرقهم فيه ولا يخفى ما فيه .
إنما إلهكم الله استئناف مسوق لتحقيق الحق اثر ابطال الباطل بتلوين الخطاب وتوجيهه إلى الكل أي إنما معبودكم المستحق للعبادة هو الله D الذي لا إله إلا هو وحده من غير أن يشاركه شئ من الأشياء بوجه من الوجوه التي من جملتها احكام الالوهية وقرأ طلحة الله لا إله إلا هو الرحمن الرحيم رب العرش وسع كل شئ علما .
98 .
- أي وسع علمه كل ما كن شأنه أن يعلم فالشئ هنا شامل للموجود والمعدوم وانتصب علما على التمييز المحول عن الفاعل والجملة بدل من الصلة كأنه قيل : إنما الهكم الذي وسع كل شئ علما لا غيره كائنا ما كان فيدخل فيه العجل الذي هو مثل في الغباوة دخولا أوليا .
وقرأ مجاهد وقتادة وسع بفتح السين مشددة فيكون انتصاب علما على أنه مفعول ثان ولما كان في القراءة الأولى فاعلا معنى صح نقله بالتعدية إلى المفعولية كما تقول في خاف زيد عمرا : خوفت زيدا عمرا أي جعلت زيدا يخاف عمرا فيكون المعنى هنا على هذا جعل علمه يسع كل شئ لكن انت تعلم أن الكلام ليس على ظاهره لأن علمه سبحانه غير مجعول ولا ينبغي أن يتوهم أن اقتضاء الذات له على تقدير الزيادة جعلا وبهذا تم حديث موسى عليه السلام وقوله تعالى كذلك نقص عليك كلام مستانف خوطب به النبي صلى الله عليه وسلّم بطريق الوعد الجميل بتنزيل أمثال ما مر من أنباء الأمم السالفة والجار والمجرور في موضع الصفة لمصدر مقدر أو الكاف في محل نصب صفة لذلك المصدر أي نقص عليك من انباء ما قد سبق من الحوادث الماضية الجارية على الأمم الخالية قصا كائنا كذلك القص المار أو قصا مثل ذلك والتقديم للقصر المفيد لزيادة التعيين أي كذلك لا ناقصا عنه و من في من انباء أما متعلق بمحذوف هو صفة للمفعول أي نقص عليك نبأ أو بعضا كائنا من انباء .
وجوز أن يكون في حيز النصب على أنه مفعول نقص باعتبار مضمونه أي نقص بعض أنباء وتأخيره عن عليك لما مر غير مرة من الأعتناء بالمقدم والتشويق إلى المؤخر ويجوز أن يكون كذلك نقص مثل قوله تعالى كذلك جعلناكم امة وسطا على أن الأشارة إلى مصدر الثاني المذكور بعد وقد مر تحقيق ذلك