وقيل : المراد ثم عمل بالسنة وأخرج سعيد بن منصور عن الحبر أن المراد من اهتدى علم أن لعمله ثوابا يجزى عليه وروى عنه غير ذلك وقيل : المراد طهر قلبه من الاخلاق الذميمة كالعجب والحسد والكبر وغيرها وقال ابن عطية : الذي يقوي في معنى ثم اهتدى أن يكون ثم حفظ معتقداته من أن تخالف الحق في شئ من الأشياء فان الأهتداء على هذا الوجه غير الأيمان وغير العمل انتهى ولا يخفى عليك أن هذا يرجع إلى قولنا ثم استقام على الأيمان بما يجب الأيمان به على الوجه الصحيح وروى الامامية من عدة طرق عن أبى جعفر الباقر رضى الله تعالى عنه أنه قال : ثم اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت فو الله لو أن رجلا عبد الله تعالى عمره بين الركن والمقام ثم مات ولم يجئ بولايتنا لاكبه الله تعالى في النار على وجهه .
وانت تعلم أن ولايتهم وحبهم رضى الله تعالى عنهم مما لا كلام عندنا في وجوبه لكن حمل الأهتداء في الآية على ذلك مع كونها حكاية لما خاطب الله تعالى به اسرائيل في زمان موسى عليه السلام مما يستدعى القول بأنه D أعلم بني اسرائيل بأهل البيت واوجب عليهم ولايتهم إذ ذاك ولم يثبت ذلك في صحيح الأخبار .
نعم روى الامامية من خبر جارود بن المنذر العبدي أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال له يا جارود ليلة أسرى بى إلى السماء اوحى الله D إلى أن سل من ارسلنا قبلك من رسلنا علام بعثوا قلت : علام بعثوا قال : على نبوتك وولاية علي بن ابي طالب والائمة منكما ثم عرفني الله تعالى بهم باسمائهم ثم ذكر A اسماءهم واحدا بعد واحد إلى المهدى وهو خبر طويل يتفجر الكذب منه ولهم اخبار في هذا المطلب كلها من هذا القبيل فلا فائدة في ذكرها إلا التطويل والآية تدل على تحقق المغفرة لمن اتصف بمجموع الصفات المذكورة وقصارى ما يفهم منها عند القائلين بالمفهوم عدم تحققها لمن لم يتصف بالمجموع وعدم التحقق أعم من تحقق العدم فالآية بمعزل عن أن تكون دليلا للمعتزلى على تحقق عدم المغفرة لمرتكب الكبيرة إذا مات من غير توبة فافهم واحتج بها من قال تجب التوبة على الكفر اولا ثم الاتيان بالأيمان ثانيا لأنه قدم فيها التوبة على الأيمان واحتج بها أيضا من قال بعدم دخول العمل الصالح في الأيمان للعطف المقتضى للمغايرة وما اعجلك عن قومك يا موسى .
83 .
- حكاية لما جرى بينه تعالى وبين موسى عليه السلام من الكلام عند ابتداء موافاته الميقات بموجب المواعدة المذكورة سابقا أي وقلنا له أي شئ عجل بك عن قومك فتقدمت عليهم والمراد بها هنا عند كثير ومنهم الزمخشري النقباء السبعون والمراد بالتعجيل تقدمه عليهم لا الاتيان قبل تمام الميعاد المضروب خلافا لبعضهم والاستفهام للانكار ويتضمن كما في الكشف انكار السبب الحامل لوجود مانع في البين وهو ايهام اغفال القوم وعدم الأعتداء بهم مع كونه عليه السلام مامورا باستصحابهم واحضارهم معه وانكار اصل الفعل لأن العجلة نقيصة في نفسعا فكيف من أولى العزم اللائق بهم مزيد الحزم وقوله تعالى : قال هم اولاء على اثرى وعجلت إليك رب لترضى .
84 .
- متضمن لبيان اعتذاره عليه السلام وحاصله عرض الخطأ في الأجتهاد كأنه عليه السلام قال : أنهم لم يبعدوا عني وان تقدمي عليهم بخطأ يسيرة وظني أن مثل ذلك لا ينكر وقد حملني عليه استدامة رضاك أو حصول زيادته وظني أن مثل هذا الحامل يصلح للحمل على مثل ما يذكر ولم يخطر لي أن هناك مانعا لينكر على ونحو هذا الأسراع المزيل للخشوع إلى ادراك الأمام في الركوع