D وتولى .
48 .
- أي أعرض عن قبولها وقال الزمخشرى : أي وسلام الملائكة الذين هم خزنة الجنة على المهتدين وتوبيخ خزنة النار والعذاب على المكذبين وتحقيقه على ما قيل أنه جعل السلام تحية خزنة الجنة للمهتدين المتضمنة لوعدهم بالجنة وفيه تعريض لغيرهم بتوبيخ خزنة النار المتضمن لوعيدهم بعذابها لا المقام للترغيب فيما هو حسن العاقبة وهو تصديق الرسل عليهم السلام والتنفير عن خلافه فلو جعل السلام بمعنى السلامة لم يفد أن ذلك في العاقبة فما قيل : أنه لا اشعار في اللفظ بهذا التخصيص غير مسلم والقول بأنه ليس بتحية حيث لم يكن في ابتداء اللقاء يرده أنه لم يجعل تحية الأخوين عليهما السلام بل تحية الملائكة عليهم السلام وانت تعلم أن هذا التفسير خلاف الظاهر جدا وانكار ذلك المكابرة .
وفي البحر هو تفسير غريب وانه إذا اريد من العذاب العذاب في الدارين ومن السلام السلامة من ذلك العذاب حصل الترغيب في التصديق والتنفير عن خلافه على اتم وجه وقال أبو حيان : الظاهر أنه قوله تعالى والسلام الخ فصل للكلام والسلام فيه بمعنى التحية وجاء ذلك على ما هو العادة من التسليم عند الفراغ من القول إلا أنهما عليهما السلام رغبا بذلك عن فرعون وخصابه متبعى الهدى ترغيبا له بالانتظام في سلكهم واستدل به على منع السلام على الكفار وإذا احتيج اليه في خطاب أو كتاب جئ بهذه الصيغة .
وفي الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلّم كتب إلى هرقل من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على اتبع الهدى وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبهيقى في الشعب عن قتادة قال : التسليم على أهل الكتاب إذا دخلت عليهم بيوتهم أن تقول : السلام على من اتبع الهدى ولا يخفى أن الاستظهار المذكور غير بعيد لو كان كلامهما عليهما السلام قد انقطع بهذا السلام لكنه لم ينقطع به بل قالا بعده انا قد وحى الينا الخ وكان هذه الجملة على جميع التفاسير استئناف للتعليل وقد يستدل به على صحة القول بالمفهوم فتامل والظاهر أن كلتا الجملتين من جملة المقول الملقن .
وزعم بعضهم أن المقول الملقن قد تم عند قوله تعالى قد جئناك بآية من ربك وما بعد كلام من قبلهما عليهما السلام اتيا به للوعد الوعيد واستدل المرجئة بقوله سبحانه انا قد أوحى الخ على أن غير الكفرة لا يعذبون اصلا وأجيب بأنه إنما يتم إذا كان تعريف العذاب للجنس اة الاستغراق أما إذا كان للعهد أي العذاب الناشئ عن شدة الغضب أو الدائم مثلا فلا وكذا إذا اريد الجنس أو الاستغراق الادعائى مبالغة وجعل العذاب المتناهى الذي يعقبه السلامة الغير المتناهية كلا عذاب لم يلزم أن لا يعذب المؤمن المقصر في العمل اصلا .
قال أي فرعون بعد ما اتياه وبلغاه ما امرا به وإنما طوى ذكر ذلك للايجاز والأشعار بأنهما كما امرا بذلك سارعا إلى الأمتثال به من غير ريث وبان ذلك من الظهور بحيث لا حاجة إلى التصريح به وجاء عن ابن عباس أنهما لما أمر اباتيانه وقول ما ذكر له جاءا جميعا إلى بابه فاقاما حينا لا يؤذن لهما ثم اذن لهما بعد حجاب شديد فدخلا وكان ما قص الله تعالى .
وأخرج احمد وغيره عن وهب بن منبه أن الله تعالى لما أمر موسى عليه السلام بما أمر أقبل إلى فرعون في مدينة قد جعل حولها الاسد في غيضة قد غرسها والاسد فيها مع ساستها إذا اشلتها على أحد أكل وللمدينة أربعة أبواب في الغيضة فأقبل موسى عليه السلام من الطريق الأعظم الذي يراه فرعون فلما رأته الاسد