الرواتين عن قالون وورش والرواية الاخرى انهما فخما الطاء وامالا الهاء وهو المروى عن أبى عمرو وأمال الحرفين حمزة والكسائى وأبو بكر ولعل إمالة الطاء مع انها من حروف الاستعلاء والاستعلاء يمنع الأمالة لانها تسفل لقصد التجانس وهي من الفواتح التي تصدر بها السور الكريمة على احدى الروايتين عن مجاهد بل قيل : هي كذلك عند جمهور المتقنين وقال السدى : المعنى يا فلان وعن ابن عباس في رواية جماعة عنه والحسن وابن جبير وعطاء وعكرمة وهي الرواية الاخرى عن مجاهد أن المعنى يا رجل واختلفوا فقيل : هو كذلك بالنبطية وقيل : بالحبشية وقيل : بالعبرانية وقيل بالسريانية وقيل بلغة عكل وقيل : بلغة عك وروى ذلك عن الكلبى قال : لو قلت في عك : يا رجل لم يجب حتى تقول : طاها وانشد الطبرى في ذلك قول متمم بن نويرة : دعوت بطاها في القتال فلم يجب فخفت عليه أن يكون موائلا وقول الاخر : أن السفاهة طاها من خلائقكم لا بارك الله في القوم الملاعين وقال ابن الأنبارى : أن لغة قريش وافقت تلك اللغة في هذا لأن الله تعالى لم يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلّم بلسان غير لسان قريش ولا يخفى أن مسئلة وقوع شئ بغير لغة قريش من لغات العرب في القرآن خلافية وقد بسط الكلام عليها في الاتقان والحق الوقوع وتخرص الزمخشرى على عك فقال : لعل عكا تصرفوا في يا هذا كانهم في لغتهم قالبون الياء طاء فقالوا : في يا طا واختصروا هذا واقتصروا على ها وتعقبه أبو حيان بأنه لا يوجد في لسان العرب قلب يا التي للنداء طاء وكذلك حذف اسم الأشارة في النداء واقرارها الت للتنبيه ولم يقل ذلك نحوى وذكر في البيت الاخير أنه أن صح فطه فيه قسم بالحروف المقطعة أو اسم السورة على أنه شعر اسلامى كقوله حم لا ينصرون .
وتعقب بأنه احتمال بعيد وهو كذلك في المثال وقد رواه النسائى مرفوعا ولفظ الخبر إذا لقيكم العدو فليكن شعاركم حم لا ينصرون وليس في سياقه دليل على ذلك ويحتمل أن يكون لا ينصرون مستانفا والشعار التلفظ بحم فقط كأنه قيل : ماذا يكون إذا كان شعارنا ذلك فقيل : لا ينصرون وأخرج ابن منذر وابن مردويه عن ابن عباس أنه قسم اقسم الله تعالى به وهو من اسمائه سبحانه وعن أبى جعفر أنه من اسماء النبى A .
وقرأت فرقة منهم أبو حنيفة والحسن وعكرمة وورش طه بفتح الطاء وسكون الهاء كبل فقيل : معناه يا رجل ايضا وقيل : أمر للنبى A بأن يطا الأرض بقدميه فانه E كما روى عن الربيع بن انس كان إذا صلى قام على رجل واحدة فأنزل الله تعالى طه الخ وأخرج ابن مردويه عن علي كرم الله تعالى وجهه لما نزل على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يا ايها المزمل قم الليل إلا قليلا قام الليل كله حتى تورمت قدماه فجعل يرفع رجلا ويضع رجلا فهبط عليه جبريل عليه السلام فقال طه الآية والأصل طا فقلبت الهمزة هاء كما قالوا في إياك وارقت ولانك هياك وهرقت ولهنك أو قلبت الهمزة في فعله الماضى والمضارع القا كما في قول الفرزدق : راحت بمسلمة البغال عشية فارعى فزاره لا هناك المرتع وكما قالوا في سأل سأل وحذفت في الأمر لكونه معتل الأخر وضم اليه هاء السكت وهو في مثل ذلك لازم خطأ ووقفه وقد يجري الوصل مجرى الوقف فتئبت لفظا فيه وجوز بعضهم أن يكون اصل طه