حق المؤمنين فقط كما ينطق به قوله تعالى اي الفريقين أي المؤمنين والكافرين كانهم قالوا : اينا خير نحن اوانتم مقاما أي مكانا ومنزلا واصله موضع القيام ثم استعمال لمطلق المكان وقال ابن كثير وابن محيصن وحميد والجعفي وابوا حاتم عن أبى عمرو مقاما بضم الاميم واصله موضع الأقامة المراد به أيضا المنزل والمكان فتتوافق القرأتان .
وجوز في البحر احتمال المفتوح والمضموم للمصدرية على أن الأصل مصدر قام يقوم والثاني مصدر أقام يقيم ورايت في بعض المجموعات كلاما ينسب لابى السعود عليه الرحمه في الفرق بين المقام بالفتح والمقام بالضم وقد سأله بعضهم عن ذلك بقوله : يا وحيد الدهر يا شيخ الانام نبتغي فرق المقام والمقام وهو أن الأول يعنى المفتوح الميم موضع قيام الشئ اعم من أن يكون قيامه فيه بنفسه أو باقامة غيره ومن أن يكون ذلك بطريق المكث فيه أو بدونه والثاني موضع إقامة الغير إياه أو موضع قيامه بنفسه قياما ممتدا فان كان الفعل الناصب ثلاثيا فمقتضى الكلام هو الأول وكذا أن كان رباعيا ولم يقصد بيان كون المقام موضع قيام المضاف اليه باقامة غيره أو موضع قيامه الممتد وأما إذا قصد ذلك فان مقتضاه الثاني كما إذا قلت : .
ت تاء القسم مقام الواو تنبيها على انها خلف عن الباء التي هي الأصل من احرف القسم .
ومقامات الكلمات كلها وان كانت منوطه بوضع الوضع لكن مفامها المنوط باصل الوضع لكنه مقاما اصليا لها قد نزل منزل موضع قيامها بانفسها وجعل مقامها المنوط بالاستعمال الطارئ جاريا مجرى المقام الضطراري لذوات الاختيار هذا إذا كان المقام ظرفا أما إذا كان مصدر ميما والفعل الناصب رباعي فحقه ضم الميم انتهى المراد منه .
وانت تعلم أنه في هذا المقام ليس منصوبا على الظرفية ولا على المصدرية بل منصوب على التمييز وهو محول عن المبتدأ على ما قيل : أي اى الفريقين مقامة خير واحسن نديا .
73 .
- أي مجلسا ومجتمعا وفي البحر هو المجلس الذي يجتمع فيه لحادثه أو مشورة وقيل : مجلس أهل الندى أي الكرم وكذا النادي يروى أنهم كانوا يرجلون شعورهم ويدهنوها ويتطيبون ويلبسون مفاخر الملابس ثم يقولون ذلك لفقراء المؤمنين الذين لا يقدرون على ذلك إذا توليت عليهم الآيات قال الأمام : ومرادهم من ذلك معارضت المؤمنين كانهم قالوا لوا كنتم على الحق وكنا على الباطل كان حالكم في الدنيا احسن واطيب من حالنا لأن الحكيم لا يليق به أن يوقع أولياءة المخلصين في العذاب والذل واعداءه المعرضين عن خدمته في العز والراحة لكن الكفار كانوا في النعمة والراحة والمؤمنين كانوا بعكس ذلك فعلم أن الحق ليس مع المؤمنين وهذا مع ظهور أنه قياس عقيم ناشئ من راى سقيم نقضه الله تعالى وابطله بقوله سبحانه وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاثا ورءيا .
74 .
- .
وحاصله أن كثيرا ممن كان اعضم نعمه منكم في الدنيا كعاد وثمود واضرابهم من الأمم الاعاتيه قد أهلكهم الله تعالى فلو دل حصول نعمة الدنيا للانسان على كونه مكرم عند الله تعالى وجب أن لا يهلك أحد من المتنعمين في الدنيا وفيه من التهديد والوعيد ما لا يخفي كأنه قيل فلينظر هؤلاء أيضا مثل ذلك و كم خبرية للتكثير مفعول