الولد فيلج النار إلا تحلة القسم .
وقال أبو عبيدة وابن عطية وتبعهما غير واحد : أن القسم في الخبر أشارة إلىالقسم في المبتدأ اعنى وان منكم إلا واردها وصرح بعضهم أن الواو فيه للقسم وتعقب ذلك أبو حيان بأنه لا يذهب نحوى إلىان مثل الواو واو القسم لأنه يلزم من ذلك حذف المجرور وابقاء الجار وهو لايجوز إلا أن وقع في شعر أو نادر كلام بشرط أن تقوم صفة المحذوف مقامه كما في قوله : .
والله ما ليلى بتام صاحبه .
وقال ايضا : نص النحويون على أنه لايستغنى عن القسم بالجواب لدلالة المعنى إلا أن كان الجواب باللام أو بأن واين ذلك في الآيةوجعل ابن هشام تحله القسم كناية عن القلة وقد شاع في ذلكومنه قول كعب : تخذى على يسرات وهي لاحقة ذوابل مسهن الأرض تحليل فان المعنى مسهن الأرض قليل كما يحلف الانسان على شئ ليفعلنه فيفعل منه اليسير ليتحلل به من قسمه ثم قال : أن فيما قاله جماعه من المفسرين من أن القسم على الأصل وهو أشارة إلىقوله تعالى : وان منكم إلا واردها الخ نظرا لأن الجملة لاقسم فيها إلا أن عطفت على الجمل التي أجيب بها القسم من قوله تعالى : فوربك لنحشرنهم الى آخرها وفيه بعد انتهى والخفاجي جوز الحالية والعطف وقال : حديث البعد غير مسموع لعدم تخلل الفاصل وهو كما ترى ولعل الاسلم من القيل والقال جعل ذلك مجازا عن القلة وهو مجاز مشهور فيما ذكر ولايعكر على هذا ما أخرجه احمد والبخاري في تاريخه والطبرانى وغيرهم عن معاذ بن انس عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تعالى متطوعا لاياخذه سلطان لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم فان الله تعالى يقول : وان منكم إلا واردها .
فان التعليل صحيح مع ارادة القلة من ذلك أيضا فكانه قيل : لم ير النار إلا قليلا لأن الله تعالى اخبر بورود كل احدإياها ولابد من وقوع ما اخبر به ولولا ذلك لجاز أن لايراها اصلا ثم ننجى الذين اتقوا بالأخراج منها على ماذهب اليه الجمع الكثير ونذر الظالمين فيها جثيا .
72 .
- على ركبهم كما روى عن ابن عناس ومجاهد وقتادة وابن زيدوهذه الآية ظاهره عندي في أن المراد بالورود الدخول وهو الأمر المشترك .
وقال بعضهم : انها دليل على أن المراد بالورود الجثو حواليها وذلك لأن ننجى ونذر وتفصيل للجنس فكانه قيل ننجى هؤلاء ونترك هؤلاء على حالهم الذي احضروا فيه جاثين ولابد على هذا من أن يكون التقدير في حواليها وانت تعلم أن الظاهر عدم التقدير والجثو لايوجب ذلك وخولف بين قوله تعالى : اتقوا وقوله سبحانه الظالمين ليؤذن بترجيح جانب الرحمه وان التوحيد هو المنجي والاشراك هو المردى فكانه قيل : ثم ننجى من وجد منه تقوى ما وهو الاحتراز من الشرك ونهلك من اتصف بالظلم أي بالشرك وثبت عليه في ايقاع نذر مقابلا لننجى اشعار بتلك اللطيفة ايضا قال الراغب : يقال فلان يذر الشئ أي يقذفه لقله اعداده به ومن ذلك قيل لقطعة اللحم التي لايعتد بها وذر وجئ بثم للايذان بالتفاوت بين فعل الخلق وهو ورودهم النار وفعل الحق سبحانه وهو النجاة والادمار زمانا ورتبه قاله العلامه الطيى طيب