يريان تعليق النداء وان لم يكن من افعال القلوب والى ذلك ذهب المهدوي وقيل : لما كان النزع متضمنا معنى الافراز والتمييز وهو مما يلزمه العلم عومل معاملة العلم فساغ تعليقه ويونس لا يراى التعليق مختصا بصنف من الأفعال بل سائر اصنافها سواء في صحة التعليق عنده وقيل : الجملة الاستفهامية استئنافية والفعل واقع على كل شيعة على زيادة من في الأثبات كما يراه الأخفش أو على معنى لننزعن بعض كل شيعة بجعل من مفعولا لتأويلها باسم ثم إذا كان الأستئناف بيانيا واقعا في جواب من المنزعون احتيج إلىالتأويل كان يقال : المراد الذين يقعون في جواب أيهم أشد أو نحو ذلك وإذا كانت أي على تقدير الاستئناف ووقوع الفعل على ما ذكر موصوله لم يحتج إلىالتأويل إلىان في القول بالاستئناف عدولا عن الظاهر من كون الكلام جملة واحدة إلىخلاف الظاهر من كونه جملتين .
ونقل بعضهم عن المبرد أن أيهم غاعل شيعة لأن معناه يشيع والتقدير لننزعن من كل فريق يشيع أيهما هو أشد واى على هذا على ما قال أبو البقاء ونقل عن الرضى بمعنى الذي وفي البحر قال المبرد : أيهم متعلق بشيعة فلذلك ارتفع والمعنى من الذين تشايعوا أيهم أشد كانهم يتبادرون إلىهذا ويلزمه أن يقدر مفعولا لننزعن محذوفا وقدر أيضا في هذا المذهب من الذين تشايعوا أيهم أشد على معنى من الذين تعاونوا فنظروا أيهم أشد قال النحاس : وهذا قول حسن انتهى وهو خلاف ما نقل أولا ولعمرى أن انسب إلىالمبرد أولا واخيرا ابرد من يخ وقيل : أن الجملة استفهامية وقعت صفة لشيعة على معنى لننزعن من كل شيعة مقول فيهم أيهم أشد أي من كل شيعة متقاربى الأحوال ومن زيده والنزع الرمى وحكى أبو بكر بن شقير أن بعض الكوفيين يقول في أيهم معنى الشرط تقول : ضربت القوم أيهم غضب والمعنى أن غضبوا أو لم يغضبوا قال أبو حيان فعلى هذا ليكون التقدير هنا أن اشتد عتوهم أو لم يشتد انتهى وهوكما ترى والوجه الذي ينساق اليه الذهن ويساعده اللفظ والمعنى هو ما ذهب اليه سيبويه ومدار ما ذهب اليه في أي من الأعراب والبناء هو السماع في الحقيقة وتعليلات النحويين على ما فيها انما هي بعد الوقوع وعدم سماع غيره لا يقدح في سماعه فتدبر .
وان منكم التفات إلى خطاب الانسان سواء اريد منه العموم أو خصوص الكفرة لاظهار مزيد الاعتناء بمضمون الكلام وقيل : هو خطاب للناس وابتدأ كلام منه D بعد ما اتم الغرض من الأول فلا التفات اصلا وامله الأسبق إلىالذهن لكن قيل يؤيد الأول قراءة ابن عباس وعكرمة وجماعة وان منهم أي وما منكم أحد الا واردها أي دخلها كما ذهب إلىذلك جمع كثير من سلف المفسرين وأهل السنة وعل ذلك قوله تعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون وقوله تعالى : في فرعون يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود .
واحتج ابن عباس بما ذكر على ابن الأزرق حين انكر عليه تفسير الورود بالدخول وهو جار على تقدير عموم الخطاب أيضا فيدخلها المؤمن إلا انها لا نضره على ما قيل فقد أخرج احمد والحكيم الترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وجماعه عن أبى سمية قال : اختلفنا في الورود فقال بعضنا : لا يدخلها مؤمن وقال أخر : يدخلونها جميعا ثم ينجى الله تعالى الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى