ما يمنعك أن تزورتا اكثر مما تزورنا فنزلت وما نتنزل الابأمر ربك لجواز أن يكون صلى الله عليه وسلّم قال ذلك في اثناء محاورته السابق أيضا واقتصر في كل رواية على شئ مما وقع في المحاورةوقيل : أن يكون النزول متكررا نعم ما ذكر في التوجيه انما يحسن على بعض الروايات السابقة في المراد بالخلف الذين اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات .
وقال بعضهم : أن التقدير هذاوقال جبريل : وما نتنزل الخ وبه يظهر حسن العطف ووجهه انتهى وتعقب بأنه لا محصل له وحكى النقاش عن قوم أن الآية متصلة بقول جبريل عليه السلام أولا انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا وهوقول نازل عن درجة القبول جدا والتنزل النزول على مهل لأنه مطاوع نزل يقال نزلته فتنزل وقد يطلق بمعنى النزول مطلقا كما يطلق نزل بمعنى انزل وعلى ذلك قوله : فلست لإنسى ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب إذ لا أثر للتدرج في مقصود الشاعر والمعنى مانتنزل وقتا غب وقت إلا بأمر الله تعالى على ما تقتضية حكمته سبحانه وقرأ الأعرج وما تنزل بالياء والضمير الموحى بقرينة الحال وسبب النزول والكلام لجبريل إلا بأمره تعالى قائلا له ما بين ايدينا ما قدامنا من الزمان المستقبل وما خلفنا من الزمان الماضي وما بين ذلك المذكور من الزمان الحال فلا ننزل في زمان دون زمان إلا بأمرة سبحانه ومشيئته D وقال ابن جريج : ما بين الايدي هو ما مر من الزمان فبل الايجاد وما خلف هو ما بعد موتهم إلىاستمرار الاخرة وما بين ذلك هو مدة الحياة وقال أبو العالية : ما بين الايدي الدنيا بأسرها إلىالنفخة الأولى وما خلف ذلك الاخرة من وقت البعث وما بين ذلك ما بين النفختين وهو اربعون سنة وفي كتاب التحرير والتحبير ما بين الايدى الاخرة وما خلف الدنيا ورواه العوفى عن ابن عباس وبه قال ابن جبير وقتادة ومقاتل وسفيان وقال الأخفش : ما بين الايدي هو ما قبل الخلق وما خلف هو ما بعد الفناء وما بين ذلك ما بين الدنيا والاخرة فالمل ات على هذه الاقوال من الزمان .
وقال صاحب الفينان : ما بين أيدينا السماء وما خلفنا الأرض وما بين ذلك ما بين الأرض والسماء وقيل : ما بين الأيدي الأرض وما خلف السملء وقيل : ما بين الأيدي المكان الذي ينتقلون اليه وما خلف المكان الذي ينتقلون منه وما بين ذلك المكان الذي هم فيه فالما آت من الأمكنة واختار بعضهم تفسيرها بما يعم الزمان والمكان والمراد أنه تعالى المالك لكل ذلك فلا ننتقل من مكان اللا مكان ولا ننزل في زمان دون زمان إلا باذنه D .
وقال البغوي : المراد له علم ما بين ايدينا الخ أي فلا نقدم على مالم يكن موافق حكمته سبحانه وتعالى .
واختار بعضهم التعميم أي له سبحانه ذلك ملكا وعلما وما كان ربك نسيا .
64 .
- أي تارك أنبياءه عليهم السلام ويدخل A في ذلك دخولا أوليا أي ما كان عدم النزول إلا لعدم الأمر به ولم يكن عن ترك الله تعالى لك وتوديعه إياك كما زعمت الكفرة وإنما كان لحكمة بالغة وقيل : النسيان على ظاهره يعنى أنه سبحانه لاحاطة علمه وملكه لا يطرأ عليه الغفلة والنسيان حتى يغفل عنك وعن الايحاء اليك وإنما كان تأخير الايحاء لحكمة علمها جل شأنه واختير الأول لأن هذا المعنى لا يجوز عليه سبحانه فلا حاجة إلىنفيه عنه D مع