القيس وماء السماء كل ذلك نظرا إلى أنه لا يغير من حاله كالعلم إلى أخر ما فيه .
ويدل على ذلك أيضا منعه من الصرف في بنات أوبر وأبى قترة وابن داية إلىغير ذلك فجنات عدن على القولين معرفة أما على الأول فللعلمية وأما على الثاني فللاضافة المذكورة وان لم يكن عدن في الأصل علما ولا معرفة بل هو مصدر عدن بالمكان يعدن ويعدن أقام به واعتبار كون عدن قبل التركيب علما لاحدى الجنات يستدعى أنتكون الأضافة في جنة عدن من اضافة الأعم مطلقا إلىالأخص بناء على أن المتبادر من الجنة المكان المعروف لا الأشجار ونحوها وهي لا تحسن مطلقا بل منها حسن كشجر الاراك ومدينة بغداد ومنها قبيح كانسان زيد ولا فارق بينهما إلا الذوق وهو غير مضبوط .
وجوز أنيكون عدن علما للعدن بمعنى الأقامة كسحر علم للسحر وأمس للامس وتعريف جنات عليه ظاهر ايضا وإنما قالوا ما قالوا تصحيحا للبدلية لأنه لو لم يعتبر التعريف لزم إبدال النكرة من المعرفه وهو على راى القائل لا يجوز إلا إذا كانت النكرة موصوفة وللوصفية بقوله تعالى التي وعد الرحمن عباده وجوز أبو حيان اعتبار جنات عدن نكرة على معنى جنات إقامة واستقرار وقال : أندعوى أنعدا علم لمعنى العدن يحتاج إلىتوقيف وسماع من العرب مع ما في ذلك مما يوهم اقتضاء البناء وكذا دعوى العلمية الشخصية فيه وعدم جواز إبدال النكرة من المعرفة إلا موصوفه شئ قاله البغداديون وهم محجوجون بالسماع ومذهب البصريين جواز الابدال وان لم تكن النكرة موصوفة وقال أبو على : يجوز ذلك إذا كان في إبدال النكرة فائدة لا تستفاد من المبدل منه مع أنه لا تتعين البدلية لجواز النصب على المدح وكذا لا يتعين كون الموصول صفة لجواز الابدال اه بادنى زيادة .
وتعقب إبدال الموصول بأنه في حكم المشتق وقد نصوا على أن إبدال المشتق ضعيف ولعل ابا حيان لا يسلم ذلك ثم أنه جوز كون جنات عدن بدل كل وكذا جوز كونه عطف بيان وجملة لا يظلمون على وجهى البدلية والعطف اعتراض أو حال وقرأ الحسن وابو حيوة وعيسى بن عمر والأعمش واحمد بن موسى عن أبى عمرو جنات عدن بالرفع وخرجه أبو حيان على أنه خبر مبتدأ محذوف أي تلك جنات وغيره على انها مبتدأ والخبر الموصول وقرأ الحسن بن حي وعلى بن صالح جنة عدن بالنصب والأفراد ورويت عن الأعمش وهى كذلك في مصحف عبد الله .
وقرأ اليمانى والحسن في رواية واسحق الأزرق عن حمزة جنة عدن بالرفع والأفراد والعائد إلىالموصول محذوف أي وعدها الرحمن والتعرض لعنوان الرحمة للايذان بأن وعدها وإنجازه لكمال سعة رحمته سبحانه وتعالى والباء في قوله D : بالغيب للملابسة وهي متعلقة بمضمر هو حال من العائد أو من عباده أي وعدها إياهم ملتبسة أو ملتبسين بالغيب أي غائبة عنهم غير حاضرة أو غائبين عنها لا يرونها أو للسببية وهي متعلقة بوعد أي وعدها إياهم بسبب تصديق الغيب والأيمان به وقيل : هي صلة عباده على معنى الذين يعبدونه سبحانه بالغيب أي في السر وهو كما ترى إنه أي الرحمن وجوز كون الضمير