بعض السيارة في قراءة من قرأ بالتاء الفوقية وقول الشاعر .
كما شرقت صدر القناة من الدم .
وتعقب بأنه خلاف الظاهر وإن صح وقرأ مسروق وأبو حيوة في رواية تسقط بالتاء من فوق مضمومة وكسر القاف وفي رواية أخرى عن أبي حيوة أنه قرأ كذلك إلا أنه بالياء من تحت وقوله تعالى عليك رطبا في جميع ذلك نصب على المفعولية وهو نضيج البسر واحدته بهاء وجمع شاذا على أرطاب كربع وأرباع وعن أبي حيوة أيضا أنه قرأ تسقط بالتاء من فوق مفتوحة وضم القاف وعنه أيضا كذلك إلا أنه بالياء من تحت فنصب رطبا على التمييز وروي عنه أنه رفعه في القراءة الأخيرة على الفاعلية .
وقرأ ابو السمال تتساقط بتاءين وقرأ البراء بن عازب يساقط بالياء من تحت مضارع أساقط وقرأ الجمهور تساقط بفتح التاء من فوق وشد السين بعدها ألف وفتح القاف والنصب على هذه الثلاثة على التمييز أيضا .
وجوز في بعض القراآت أن يكون على الحالية الموطئة وإذا أضمر ضمير مذكر على إحدى القراآت فهو للجذع وإذا أضمر ضمير مؤنث فهو للنخلة أوله على ما سمعت جنيا 52 أي مجنيا ففعيل بمعنى مفعول أي صالحا للإجتناء وفي القاموس ثمر جنى جنى من ساعته وعليه قيل المعنى رطبا يقول من يراه هو جنى وهو صفة مدح فإن ما يجنى أحسن مما يسقط بالهز وما قرب عهده أحسن مما بعد عهده وقيل فعيل بمعنى فاعل أي رطبا طريا وكان المراد على ما قيل إنه تم نضجه .
وقرأ طلحة بن سليمان جنيا بكسر الجيم للإتباع ووجه التذكير ظاهر وعن ابن السيد أنه قال في شرح أدب الكاتب كان يحب أن يقال جنية إلا أنه أخرج بعض الكلام على التذكير وبعضه على التأنيث وفيه نظر روي عن ابن عباس أنه لم يكن للنخلة جذع ولم يكن لها رأس فلما هزته إذ السعف قد طلع ثم نظرت إلى الطلع يخرج من بين السعف ثم اخضر فصار بلحا ثم احمر فصار زهوا ثم رطبا كل ذلك في طرفة عين فجعل الرطب يقع بين يديها وكان برنيا وقيل عجوة وهو المروي عن أبي عبد الله رضي الله تعالى عنه .
والظاهر أنها لم تحمل سوى الرطب وقيل كان معه موز وروي ذلك عن أبي روق وإنما اقتصر عليه لغاية نفعه للنفساء فعن الباقر رضي الله تعالى عنه لم تستشف النفساء بمثل الرطب إن الله تعالى أطعمه مريم في نفاسها فقالوا : ما للنفساء خير من الرطب ولا للمريض خير من العسل وقيل : المرأة إذا عسر ولادها لم يكن لها خير من الرطب وذكر أن التمر للنفساء عادة من ذلك الوقت وكذا التحنيك وفي أمرها بالهز إشارة إلى أن السعي في تحصيل الرزق في الجملة مطلوب وهو لا ينافي التوكل وما أحسن ما قيل : ألم تر أن الله أوحى لمريم وهزي إليك الجذع يساقط الرطب ولو شاء أحنى الجذع من غير هزه إليها ولكن كل شيء له سبب فكلي من ذلك الرطب واشربي من ذلك السرى وقيل : من عصير الرطب وكان في غاية الطراوة فلا يتم الاستدلال بذكر الشرب على تعين تغسير السري بالجدول وما ألطف ما أرشد إليه النظم الكريم من إحضار الماء أولا والطعام ثانيا ثم الأكل ثالثا والشرب رابعا فإن الاهتمام بالماء أشد من الاهتمام بالأكل لا سيما ممن يريد أن يأكل ما يحوج إلى الماء كالأشياء الحلوة الحارة والعادة قاضية بأن الأكل بعد الشرب ولذا قدم