إفراط يحمد من شخص ويذم من آخر فإن السلطان يهب الألوف ولو وهبها غيره كان إسرافا مذموما .
وعن ابن زيد أن الحنان هنا المحبة وهو رواية عن عكرمة أي وآتيناه محبة من لدنا والمراد على ما قيل جعلناه محببا عند الناس فكل من رآه أحبه نظير قوله تعالى : وألقيت عليك محبة مني وجوز بعضهم أن يكون المعنى نحو ما تقدم على القول السابق وقيل : هو منصوب على القول السابق وقيل : هو منصوب على المصدرية فيكون من باب ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا .
وجوز أن يجعل مفعولا لأجله وأن يجعل عطفا على صبيا وذلك ظاهر على تقدير أن يكون المعنى رحمة لأبويه وغيرهما وعلى تقدير أن يكون وحنانا من الله تعالى عليه لا يجيء الحال وباقي الأوجه بحاله ولا يخفى على المتأمل الحال ما روي عن ابن زيد وزكاة أي بركة كما أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس وهو عطف على المفعول ومعنى إيتائه البركة على ما قيل جعله مباركا نفاعا معلما للخير وقيل : الزكاة الصدقة والمراد ما يتصدق به والعطف على حاله آتيناه ما يتصدق به على الناس وهو كما ترى .
وقيل : بمعنى الصدقة والعطف على الحال والمراد آتيناه الحكم حال كونه متصدقا به على أبويه وروي هذا عن الكلبي وابن السائب وجوز عليه العطف على حنانا بتقدير العلية وقيل : العطف على المفعول ومعنى إيتائه الصدقة عليهما كونه عليه السلام صدقة عليهما وعن الزجاج هي الطهارة من الذنوب ولا يضر في مقام المدح الاتيان بألفاظ ربما يستغنى ببعضها عن بعض وكان تقيا 31 مطيعا متجنبا عن المعاصي وقد جاء في غير ما حديث أنه عليه السلام ما عمل معصية ولا هم بها .
وأخرج مالك وأحمد في الزهد وابن المبارك وأبو نعيم عن مجاهد قال : كان طعام يحيى بن زكريا عليهما السلام العشب وإنه كان ليبكي من خشية الله تعالى حتى لو كان القار على عينه لخرقه وقد كانت الدموع اتخذت مجرى في وجهه وبرا بوالديه كثير البر بهما والإحسان إليهما والظاهر أنه عطف على خبر كان وقيل هو من باب .
علفتها تبنا وماء باردا .
والمراد وجعلناه برا وهو يناسب نظيره حكاية عن عيسى عليه السلام وقرأ الحسن وأبو جعفر في رواية وابن نهيك وابن مجلز وبرا في الموضعين بكسر الباء أي وذا بر ولم يكن جبارا متكبرا متعاليا عن قبول الحق والإذعان له أو متطاولا لا على الخلق وقيل : الجبار هو الذي لا يرى لأحد عليه حقا وعن ابن عباس أنه الذي يقتل ويضرب على الغضب .
وقال الراغب : هو في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بإعادة منزلة من التغالي لا يستحقها .
عصيا 41 مخالفا أمر مولاه D وقيل : عاقا لأبيه وهو فعول وقيل فعيل والمراد المبالغة في النفي لا نفي المبالغة وسلام عليه قال الطبري : أمان من الله تعالى عليه يوم ولد من أن يناله الشيطان بما ينال به بني آدم ويوم يموت من وحشة فراق الدنيا وهو المطلع وعذاب القبر وفيه دليل على أنه يقال للمقتول ميت بناء على أنه عليه السلام قتل لبغي من بغايا بني إسرائيل ويوم يبعث حيا 51 من هول القيامة وعذاب النار وجيء بالحال للتأكيد وقيل : للإشارة إلى أن البعث جسماني لا روحاني وقيل للتنبيه