من أسمائه تعالى لا محل لشيء من ذلك ولا للمجموع من الإعراب وقيل : إن كل حرف على نية الإتمام خبر لمبتدأ محذوف أي هو كاف هو هاد وهكذا أو الأول على نية الإتمام كذلك والبواقي خبر بعد خبر وعلى ما روي عن الربيع قيل : هو منادى وهو اسم من أسمائه تعالى معناه الذي يجير ولا يجار عليه وقيل لا محل له من الإعراب أيضا وهو كلمة تقال في موضع نداء الله تعالى بذلك العنوان مثل ما يقال مهيم في مقام الاستفسار عن الحال وهو كما ترى وعلى القول بأنه حروف مسرودة على نمط التعديد قالوا : لا محل له من الإعراب وقوله تعالى ذكر رحمت ربك على هذه الأقوال خبر مبتدأ محذوف أي هذا المتلو ذكر إلخ ويقال عن الأخير المؤلف من جنس هذه الحروف المبسوطة مرادا به السورة ذكر إلخ وقيل مبتدأ خبره محذوف أي فيما يتلى عليك ذكر إلخ وعلى القول بأنه اسم للسورة قيل محله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هذا كهيعص أي مسمى به وإنما صحت الإشارة إليه مع عدم جريان ذكره لأنه باعتبار كونه على جناح الذكر صار في حكم الحاضر المشاهد كما قيل في قولهم هذا ما اشترى فلان .
وفي ذكر وجهان كونه خبرا لمبتدأ محذوف وكونه مبتدأ خبره محذوف وقيل محله الرفع على أنه مبتدأ و ذكر إلخ خبره أي المسمى به ذكر إلخ فإن ذكر ذلك لما كان مطلع السورة الكريمة ومعظم ما انطوت هي عليه جعلت كأنها نفس ذكره أو الاسناد باعتبار الإشتمال أو هو بتقدير مضاف أي ذو ذكر إلخ أو بتأويل مذكور فيه رحمة ربك وعلى القول بأنه اسم للقرآن قيل المراد بالقرآن ما يصدق على البعض ويراد به السورة والإعراب هو الإعراب وحينئذ لا تقابل بين القولين وقيل المراد ما هو الظاهر وهو مبتدأ خبره ذكر إلخ والإسناد باعتبار الإشتمال أو التقدير أو التأويل وقوله تعالى عبده مفعول لرحمة ربك على أنها مفعول لما أضيف إليه وهي مصدر مضاف لفاعله موضوع هكذا بالتاء لاأنها للوحدة حتى تمنع من العمل لأن صيغة الوحدة ليست الصيغة التي اشتق منها الفعل ولا الفعل دال على الوحدة فلا يعمل المصدر لذلك عمل الفعل إلا شذوذا كما نص عليه النحاة وقيل مفعول للذكر على أنه مصدر أضيف إلى فاعله على الإتساع ومعنى ذكر رحمة ربك بلوغها وإصابتها كما يقال ذكرني معروفك أي بلغني وقوله D زكريا 2 بدل منه بدل كل من كل أو عطف بيان له أو نصب بإضمار أعني وقوله تعالى شأنه إذ نادى ربه ظرف لرحمة ربك وقيل لذكر على أنه مضاف لفاعله لا على الوجه الأول لفساد المعنى وقيل : هو بدل اشتمال من زكريا كما قوله تعالى واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا .
وقرأ الحسن وابن يعمر كما حكاه أبو الفتح ذكر فعلا ماضيا مشددا و رحمة بالنصب على أنه كما في البحر مفعول ثان لذكر والمفعول الأول محذوف و عبده مفعول لرحمة وفاعل ذكر ضمير القرآن المعلوم من السياق أي ذكر القرآن الناس أن رحم سبحانه عبده ويجوز أن يكون فاعل ذكر ضمير كهيعص بناء على أن المراد منه القرآن ويكون مبتدأ والجملة خبره وأن يكون الفاعل ضميره D أي ذكر الله تعالى الناس ذلك وجوز أن يكون رحمة ربك مفعولا ثانيا والمفعول الأول هو عبده والفاعل ضميره سبحانه أي ذكر الله تعالى عبده رحمته أي جعل العبد يذكر رحمته وإعراب زكريا كما مر وجوز أن