يستلذه العين أو السمع وإنما المستلذ الشخص على أن الإرادة يمكن جعلها مجازا عن النظر للهو لا للعبر ا ه .
ولا يخفى أن نية عدو لا عن الظاهر من غير داع وقول بعضهم : إنه لا يجوز مجيء الحال من المضاف إليه في مثل هذا الموضع لاختلاف العامل في الحال وذيها لا يصلح داعيا لظهور ضعفه ثم الظاهر أنه لا فرق في جواز كون الجملة حالا من المضاف إليه على تقدير أن يفسر تعد بتجاوز وتقدير أن تفسر بتصرف .
وخص بعضهم كونها حالا من المضاف إليه على التقدير الأول وكونها حالا من المضاف على التقدير الثاني ولعله أمر استحساني وذلك لأن في أول الكلام على التقدير الثاني إسناد ما هو من الأفعال الاختيارية ليس إلا وهو الصرف إلى العين فناسب إسناد الارادة إليها في آخره ليكون أول الكلام وآخره على طرز واحد مع رعاية ما هو الأكثر في أحوال الأحوال من مجيئها من المضاف دون المضاف إليه وتضمن ذلك عدم مواجهة الحبيب بإسناد إرادة الحياة الدنيا إليه صريحا وإن كانت مصب النهي وليس في أول الكلام ذلك على التقدير الأول إذ الظاهر أن التجاوز ليس من الأفعال الاختيارية لا غير بل يتصف به المختار وغيره مع أن في جعل الجملة حالا من الفاعل على هذا التقدير مع قول بعض المحققين إن المتجاوز في الحقيقة هو النظر احتياجا إلى اعتبار الشيء وتركه كلام واحد وليس لك أن تجعله استخداما بأن تريد من العينين أولا النظر مجازا وتريد عند عود ضمير تريد منها الحقيقة لأن التثنية تأبى ذلك وإن اعتبر ذلك أولا وآخرا ولم يترك احتيج إلى مؤن لا تخفى على المتأمل فتأمل وتدبر وهي على القراءتين الشاذتين حال من فاعل الفعل المستتر أي لا تعد أولا تعد عينيك عنهم مريدا ذلك ولا تطع في تنحية الفقراء عن مجلسك من أغفلنا قلبه أي جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا لبطلان استعداده للذكر بالمرة كأولئك الذين يدعونك إلى طرد الفقراء فإنهم غافلون عن ذكرنا على خلاف ما عليه أولئك الفقراء من الدعاء في الغداة والعشي وفيه تنبيه على أن الباعث لهم إلى استدعاء الطرد غفلة قلوبهم عن جناب الله تعالى شأنه وملاحظة المعقولات وانهماكه في الحسيات حتى خفي عليه أن الشرف بحلية النفس لا بزينة الجسد ومعنى الذكر ظاهر وفسره المفضل بالقرآن .
والآية ظاهرة في مذهب أهل السنة وأولها المعتزلة فقيل المراد أغفلنا قلبه بالخذلان وهذا هو التأويل المشهور عندهم في أمثال ذلك وحاله معلوم عندك وقيل : المراد صادفناه غافلا كما في قولهم : سألناكم فما أفحمناكم وقاتلناكم فما أجبناكم وتعقب بأنه لا ينبغي أن يتجرأ على تفسير فعل أسنده الله تعالى إليه بالمصادفة التي تفهم وجدان الشيء بغتة عن جهل سابق وعدم علم وقيل : المراد نسبناه إلى الغفلة كما في قول الكميت : وطائفة قد أكفروني بحبكم وطائفة قالوا مسيء ومذنب وهو كما ترى وقال الرماني : المراد لم نسم قلبه بالذكر ولم نجعله من القلوب التي كتبنا في الايمان كقلوب المؤمنين من قولهم : أغفل فلان إبله إذا تركها غفلا من غير سمة وعلامة بكى ونحوه ومنه إغفال الخط لعدم إعجامه فالاغفال المذكور استعارة لجعل ذكر الله تعالى الدال على الإيمان به كالسمة لأنه علامة للسعادة كما