يؤيد الاعتراض وفي البحر أن المصحفين تفسير لا قراءة لمخالفته سواد الإمام وزعم أن المتواتر عن ابن مسعود ما فيه ينشر لكم يبسط لكم ويوسع عليكم ربكم مالك أمركم الذي هداكم للايمان من رحمته في الدارين ويهييء يسهل لكم من أمركم الذي أنتم بصدده من الفرار بالدين والتوجه التام إلى الله تعالى مرفقا 61 ما ترفقون وتنتفعون به وهو مفعول يهييء ومفعول ينشر محذوف أي الخير ونحوه ومن أمركم على ما في بعض الحواشي متعلق بيهيء ومن الابتداء الغاية أو للتبغيض وقال ابن الأنباري : للبدل والمعنى يهييء لكم بدلا عن أمركم الصعب مرفقا كما في قوله تعالى : أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة وقوله : فليت لنا من ماء زمزم شربة مبردة باتت على طهيان وجوز أن يكون حالا من مرفقا فيتعلق بمحذوف وتقديم لكم لما مر مرارا من الايذان من أول الأمر بكون المؤخر من منافعهم والتشويق إلى وروده والظاهر أنهم قالوا هذه ثقة بفضل الله تعالى وقوة في رجائهم لتوكلهم عليه سبحانه ونصوع يقينهم فقد كانوا علماء بالله تعالى .
مفقد أخرج الطبراني وابن المنذر عن ابن عباس قال : ما بعث الله تعالى نبيا إلا وهو شاب ولا أوتي العلم عالم إلا وهو شاب وقرأ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم وإذ قال موسى لفتاه وإنهم فتية آمنوا بربهم وجوز أن يكونوا قالوه عن إخبار نبي في عصره به وأن يكون بعضهم نبيا أوحى إليه ذلك فقاله ولا يخفى أن ما ذكر مجرد احتمال من غير داع .
وقرأ أبو جعفر والأعرج وشيبة وحميد وابن سعدان ونافع وابن عامر وأبو بكر في رواية الأعشى والبرجمي والجعفي عنه وأبو عمرو في رواية هرون مرفقا بفتح الميم وكسر الفاء ولا فرق بينه وبين ما هو بكسر الميم وفتح الفاء معنى على ما حكاه الزجاج وثعلب فإن كلا منهما يقال في الأمر الذي يرتفق به وفي الجارحة ونقل مكي عن الفراء أنه قال : لا أعرف في الأمر وفي اليد وفي كل شيء إلا كسر الميم وأنكر الكسائي أن يكون المرفق من الجارحة إلا بفتح الميم وكسر الفاء وخالفه أبو حاتم وقال : المرفق بفتح الميم الموضع كالمسجد وقال أبو زيد : هو مصدر جاء على مفعل كالمرجع وقيل : هما لغتان فيما يرتفق به وأما من اليد فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير وعن الفراء أن أهل الحجاز يقولون : مرفقا بفتح الميم وكسر الفاء فيما ارتفعت به ويكسرون مرفق الإنسان وأما العرب فقد يكسرون الميم منها جميعا ا ه وأجاز معاذ فتح الميم والفاء هذا واستدل بالآية على حسن الهجرة لسلامة الدين وقبح المقام في دار الكفر إذا لم يمكن المقام فيها إلا بإظهار كلمة الكفر وبالله تعالى التوفيق .
وترى الشمس بيان لحالهم بعد ما أووا إلى الكهف ولم يصرح سبحانه به تعويلا على ما سبق من قوله تعالى : إذ أوى الفتية إلى الكهف وما لحق من إضافة الكهف إليهم وكونهم في فجوة منه وجوز أن يكون إيذانا بعدم الحاجة إلى التصريح لظهور جريانهم على موجب الأمر لكونه صادرا عن رأي صائب وقد حذف سبحانه وتعالى أيضا جملا أخرى لا تخفى والخطاب لرسول الله أو لكل أحد ممن يصلح له وهو للمبالغة في الظهور وليس المراد الإخبار بوقوع الرؤية بل الإنباء بكون الكهف لو رأيته ترى الشمس إذا طلعت تزاور