لنعطيه ما تطيب به حياته فيؤول معنى الآية حينئذ على تقدير أن يراد القناعة والرضا من رضى بالقسمة وفعل كذا وكذا وهو مؤمن أو من عمل صالحا وهو راض بالقسمة متصف بكذا وكذا مما فيه كمال الإيمان فلنعطينه الرضا بالقسمة الذي تطيب به حياته ويتضمن من رضي بالقسمة فللنعطينه الرضا بالقسمة الذي تطيب به حياته وهو كما ترى وفيه ما لا يخفى نعم تفسير الحياة الطيبة بما يكون في الجنة سالم عن هذا القيل والقال ويراد بها ما سلمت من توهم الموت والرهم وحلول اللم والسقم فيكون قوله تعالى : فلنحيينه حياة طيبة إشارة إلى درء المفاسد وقوله سبحانه : ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
97 .
- إشارة إلى جلب المصالح ولكون الأول أهم قدم فليتأمل وكأن المراد ولنجزينهم الخ حسبما يفعل بالصابرين فليس في الآية شائبة تكرار كما زعم الطبرسي والجمع في الضمائر العائدة إلى الموصول لمراعاة جانب المعنى كما أن الإفراد فيما سلف لرعاية جانب اللفظ وإيثار ذلك على العكس بناءا على كون الأحياء حياة طيبة في الدنيا وجزاء الأجر في الآخرة لما أن وقوع الجزاء بطرق الإجتماع المناسب للجمعية ووقوع ما في حيز الصلة وما يترتب عليه بطريق الإفتراق والتعاقب الملائم للإفراد وقيل بناءا على كون ذلك في الآخرة : إن الجمع والإفراد لما تقدم وكذا إيثار ذلك على العكس فيما عدا ضمير لنحيينه وأما في ضميره فلما أن الإحياء حياة طيبة بمعنى ما سلمت مما تقدم أمر واحد في الجميع لا يتفاوت فيه أهل الجنة فكأنهم في ذلك شيء واحد ولما لم يكن الجزاء كذلك وكان أهل الجنة فيه متفاوتين جيء بضمير الجمع معه فتأمل كل ذلك وروي عن نافع أنه قرأ وليجزينهم بالياء على الإلتفات من التكلم إلى الغيبة .
قال أبو حيان : وينبغي أن يكون ذلك على تقدير قسم ثان لا معطوفا على فلنحيينه فيكون من عطف جمله قسمية على مثلها وكلتاهما محذوفتان ولا يكون من عطف جواب على مثله لتغاير الإسناد وإفضاء الثاني إلى إخبار المتكلم عن نفسه إخبار الغائب وذلك لا يجوز وعلى هذا لا يجوز زيد قال لأضربن هند أو لينفينها تريد ولينفينها زيد فإن جعلته على إضمار قسم ثان جاز أي وقال زيد لينفينها لأن لك في هذا التركيب حكاية المعنى وحكاية اللفظ ومن الثاني وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى ومن الأول يحلفون بالله ما قالوا ولو حكى اللفظ قيل ما قلنا أه واستدل بالآية على أن الإيمان مغاير للعمل الصالح مغايرة الشرط للمشروط .
هذا وإذا قد انتهى الأمر إلى مدار الجزاء وهو صلاح العمل وحسنه رتب عليه بالفاء الإرشاد إلى ما به يحسن العمل الصالح ويخلص عن شوب الفساد فقيل : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله أي إذا أردت قراءة القرآن فاسأله عز جاره أن يعيذك من وساوس الشيطان الرجيم .
98 .
- كيلا يوسوسك في القراءة فالقراءة مجاز مرسل عن إرادتها إطلاقا فالاسم المسبب على السبب وكيفية الإستعاذة عند الجمهور من القراء وغيرهم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لتظافر الروايات على أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يستعيذ كذلك .
وروي الثعلبي والواحدي أن ابن مسعود قرأ عليه E فقال : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال له صلى الله تعالى عليه وسلم : يا ابن أم عبد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيه جبريل عن القلم عن اللوح المحفوظ نعم أخرج أبو داود والبهقي عن عائشة Bها في ذكر الإفك قالت جلس رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وكشف عن وجهه وقال : أعوذ بالله السميع