مفعول قالوا لأنه في معنى الجملة كقال قصيده أو صفة مصدر أي قولا خيرا وهذه الجملة بدل منه فحملها النصب أو مفسرة له فلا محل لها من الإعراب وعلى التقديرين مقولهم في الحقيقة للذين أحسنوا العمل إلا أن الله سبحانه سماه خيرا ثم حكاه كما تقول : قال فلان جميلا من قصدنا وجب حقه علينا وعلى ما ذكر لا يكون دلالة النصب على ما مر لما أشير إليه هناك وإنما تكون من حيث شهادة الله تعالى بخيرية قولهم ويحتمل جعل ذلك كما الكشف مفعول أنزل ويكون تسميته خيرا من الله تعالى كما في قوله سبحانه : ليقولن خلقهن العزيز العليم ليشعر أول ما يقرع السمع بالمطابقة من غير نظر إلى فهم معناه وأما قولهم : للذين أحسنوا أي قالوا أنزل هذه المقالة فإن ما يفهم من المطابقة بعد تدبر المعنى وزعم بعضهم أنه لا يجوز جعله منصوبا بأنزل لأن هذا القول ليس منزلا من الله تعالى وفيه تموت المطابقة حينئذ وهو كلام ناشيء من قلة التدبر وفي البحر الظاهر أن للذين الخ مندرج تحت القول وهو تفسير للخير الذي أنزل الله تعالى في الوحي وظاهره أنه وجه آخر غير ما ذكر وفيه رد على الزاعم أيضا ولعل اقتصارهم على هذا من بين المنزل لأنه كلام جامع وفيه ترغيب للسائل والمختار من هذه الأوجه عند جمع هو الأول بل قيل إنه الوجه .
جنات عدن خبر مبتدأ محذوف كما اختاره الزجاج وابن الأنباري أي هي جنات وجوز أن يكون مبتدأ خبره محذوف أي لهم جنات أو هو المخصوص بالمدح يدخلونها نعت لجنات عند الحرفي بناء على أن عدن نكرة وكذلك تجري من تحتها الأنهار وكلاهما حال عند غير واحد بناء على أنها علم وجوز أن يكون جنات مبتدأ وجملة يدخلونها خبره وجملة تجري الخ حال وقرأ زيد بن ثابت وأبو عبد الرحمن جنات بالنصب على الإشتغال أي يدخلون جنات عدن يدخلونها قال أبو حيان : وهذه القراءة تقوى كون جنات مرفوعا مبتدأ والجملة بعده خبره وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما ولتعمة دار المتقين بتاء مضمومة ودار محفوظة فيكون نعمة مبتدأ مضافا إلى دار وجنات خبره وقرأ إسماعيل بن جعفر عن نافع يدخلونها بالياء على الغيبة والفعل مبني للمفعول ورويت عن أبي جعفر وشيبة لهم فيها أي في تلك الجنات ما يشاءون الطرف الأول خبر لما والثاني حال منه والعامل ما في الأول من معنى الحصول والأستقرار أو متعلق به لذلك أي حاصل لهم فيها ما يشاؤن من أنواع المشتهيات وتقديمه للإحراز عن توهم تعلقه بالمشيئة أو لما مر غير مرة من أن تأخير ما حقه التقدم يوجب ترقب النفس إليه فيتمكن عند وروده فضل تمكن وذكر بعضهم أن تقديم فيها للحصر وما للعموم بقرينة المقام فيفيد أن الإنسان لا يجد جميع ما يريده إلا في الجنة فتأمله والجملة في موضع الحال نظير ما تقدم وزعم أن لهم متعلق بتجري من تحتها الأنهار لنفعهم وفيها ما يشاؤن مبتدأ وخبر موضع الحال لا يخفى حاله عند ذوي التمييز كذلك مثل ذلك الجزاء إلا وفي يجزي الله المتفين .
31 .
- أي جنسهم فيشمل كل من يتقي من الشرك والمعاصي وقيل من الشرك ويدخل فيه المتقون المذكورون دخولا أوليا ويكون فيه بعث لغيرهم على التقوى أو المذكورين فيكون فيه تحسير للكفرة قيل : وهذه الجملة تؤيد كون قوله سبحانه للذين أحسنوا عدة فإن جعل ذلك جزاء لهم ينظر إلى الوعد به من الله تعالى وإذا كان مقول