العظيمة التي هي الإشراك به سبحانه فسوف يعلمون .
96 .
- ما يأتون ويذرون وفيه من الوعيد ما لا يخفى وفي البحر أنه وعيد لهم بالمجازاة على استهزائهم وشركهم في الآخرة كما جوزوا في الدنيا ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون .
97 .
- من كلمات الشرك والإستهزاء وتحلية الجملة بالتأكيد لإفادة تحقق ما تتضمنه من التسلية وصيغة المضارع لإفادة استمرار العلم حسب استمرار متعلقه باستمرار ما يوجبه من أقوال الكفرة فسبح بحمد ربك فافزع إلى ربك فيما نابك من ضيق الصدر بالتسبيح ملتبسا بحمده أي قل : سبحان الله والحمد لله أو فنزهه عما يقولون حامدا له سبحانه على أن هداك للحق فالتسبيح والحمد بمعناهما اللغوي كما أنهما على الأول بمعناهما العرفي أعني قول تينك الجملتين وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره صلى الله تعالى عليه وسلم ما لا يخفى من اللطف به E والإشعار بعلة الحكم أعني الأمر المذكور وكن من الساجدين .
98 .
- أي المصلين ففيه التعبير عن الكل بالجزء وهذا الجزء على ما ذهب إليه البعض أفضل الأجزاء لما صح من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وليس هذا موضع سجدة خلافا لبعضهم وفي أمره صلى الله تعالى عليه وسلم بما ذكر إرشاد له إلى ما يكشف به الغم الذي يجده كأنه قيل : افعل ذلك يكشف عنك ربك الغم والضيق الذي تجده في صدرك ولمزيد الإعتناء بأمر الصلاة جيء بالأمر بها كما ترى مغايرا للأمر السابق على هذا الوجه المخصوص وفي ذلك من الترغيب فيها ما لا يخفى وقد كان صلى الله تعالى عليه وسلم إذا أحزنه أمر فزع إلى الصلاة وصح حبب لي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة وذكر بعضهم أن في الآية إشارة إلى الترغيب بالجماعة فيها وإن عدم تقييد السجود بنحو له أو لربك إشارة إلى أنه لا يكاد يخطر بالبال إيقاعه لغيره تعالى فتدبر .
واعبد ربك دم على ما أنت عليه من عبادته سبحانه قيل : وفي الإظهار بالعنوان السالف آنفا تأكيد لما سبق من إظهار اللطف به صلى الله عليه وسلّم والإشعار بعلة الأمر بالعبادة حتى يأتيك اليقين .
99 .
- أي الموت كما روي عن ابن عمر والحسن وقتادة وابن زيد وسمي بذلك لأنه متيقن اللحوق بكل حي وإسناد الإتيان إليه للإيذان بأنه متوجه إلى الحي طالب للوصول إليه والمعنى دم على العبادة ما دمت حيا من غير إخلال بها لحظة وقال ابن بحر : اليقين النصر على الكافرين الذي وعده صلى الله تعالى عليه وسلم وأياما كان فليس المراد به ما زعمه بعض الملحدين مما يسمونه بالكشف والشهود وقالوا : إن العبد متى حصل له ذلك سقط عنه التكليف بالعبادة وهي ليست إلا للمحجوبين ولقد مرقوا بذلك من الدين وخرجوا من ربقة الإسلام وجماعة المسلمين .
وذكر بعض الثقات أن هذا الأمر كان بعد الإسراء والعروج إلى السماء أفترى أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يتضح له ليلتئذ صبح الكشف والشهود ولم يمن عليه باليقين عظيم الكرم والجود الله أكبر لا يتجاسر على ذلك من قلبه مثقال ذرة من إيمان أو رزق حبة خردل من عقل ينتظم به في سلك الإنسان وأيضا لم يزل صلى الله تعالى عليه وسلم مادام حيا آتيا بمراسم العبادة قائما بأعباء التكليف لم ينحرف عن الجادة قدر