زهرة الحياة الدنيا وهو من أعظم أنواع الضر لكن ذكر في الكشف أن الذي يقتضيه النظم أن قوله تعالى : وما خلقنا السماوات إلى آخره جمع بين حاشيتي مفصل الآيات البرهانية والإمتنانية ملخص منها مع زيادة مبالغة من الحصر ليلقيه المحتج به إلى المعاندين ويتسلى به عن استهزاء الجاحدين وتمهيد لتطرية ذكر المقصود من كون الذكر كاملا في شأن الهداية وافيا بكل ما علق به من الغرض القائم له بحق الرعاية ثم قال : ومنه يظهر أن الآية عطف على وما خلقنا الخ عطف الخاص على العام إشارة إلى أنه أتم النعم وأحق دليل وأحق ما يتشفى به عن الغليل وأن من أوتيته لا يضره فقد شيء سواه ومن طلب الهوى في غيره ترك وهواه أه فتدبر إن ربك الذي يبلغك إلى غاية الكمال هو الخلاق لك ولهم ولسائر الأشياء على الإطلاق العليم .
86 .
- بأحوالك وأحوالهم وبكل شيء فلا يخفى عليه جل شأنه شيء مما جرى بينك وبينهم فحقيق أن تكل الأمور إليه ليحكم بينكم أو هم الذي خلقكم وعلم تفاصيل أحوالكم وقد علم سبحانه أن الفصح الجميل اليوم أصلح إلى أم يكون السيف أصلح فهو تعليل للأمر بالسفح على التقديرين على ما قيل وقال بعض المدقيين : إنه على الأخير تذييل للأمر المذكور وعلى الأول لقوله سبحانه : إن الساعة لآتية وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنهما والجحدري والأعمش ومالك بن دينار هو الخالق وكذا في مصحف أبي وعثمان رضي الله تعالى عنهما وهو صالح للقليل والكثير و الخلاق مختص بالكثير و العليم أوفق به وهو على ما قيل أنسب بما تقدم من قوله سبحانه : وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ولقد ءاتيناك سبعا أي سبع آيات وهي الفاتحة وروي ذلك عن عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود وأبي جعفر وأبي عبدالله والحسن ومجاهد وأبي العالية والضحاك وابن جبير وقتادة رضي الله تعالى عنهم وجاء ذلك مرفوعا أيضا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من حديث أبي وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما وقيل : سبع سور وهي الطور وروي ذلك أيضا عن عمر وابن عباس وابن مسعود وابن جبير ومجاهد وهي في رواية البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة سورة واحدة وفي أخرى عد براءة دون الأنفال السابعة وفي أخرى عد يونس دونهما وفي أخرى عد الكهف وقيل : السبع آل حم وقيل : سبع صحف من الصحف النازلة على الأنبياء عليهم السلام على معنى أنه E أوتي ما يتضمن سبعا منها وإن لم يكن بلفظها وهي الأسباع وعن زياد بن أبي مريم هي أمور سبع الأمر والنهي والبشارة والإنذار وضرب الأمثال وتعداد النعم وأخبار الأمم وأصح الأقوال الأول وقد أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي ورفعوه وقال أبو حيان : إنه لا ينبغي العدول عنه بل لا يجوز ذلك وأورد على القول بأنها السبع الطوال إن هذه السورة مكية وتلك السبع مدنية وروي هذا عن الربيع فقد أخرج البيهقي في الشعب وابن جرير وغيرهما أنه قيل له : إنهم يقولون : هي السبع الطول فقال : لقد أنزلت هذه الآية وما نزل من الطول شيء وأجيب بأن المراد بأيتائها إنزالها إلى السماء الدنيا ولا فرق بين المدني والمكي فيها واعترض بأن ظاهر آتيناك يأباه وقيل : إنه تنزيل للمتوقع منزلة الواقع في الإمتنان ومثله كثير من المثاني بيان للسبع وهو على ما قال في موضع من الكشاف جمع مثنى بمعنى مردد ومكرر ويجوز أن يكون مثنى مفعل من التثنية بمعنى التكرير والإعادة كما في