صفة لرزقا ان أريد به المرزوق ومفعول به إن أريد به المصدر كأنه قيل : رزقا اياكم والباء للسببية .
ومعنى كون الاخراج بسببه أن الله تعالى أودع فيه قوة مؤثرة باذنه في ذلك حسبما جرت به حكمته الباهرة مع غناه الذاتي سبحانه عن الاحتياج اليه في الاخراج وهذا هو رأي السلف الذي رجع اليه الاشعري كما حقق في موضعه وزعم من زعم أن المراد أخرج عنده والتزموا هذا التأويل في ألوف من المواضع وضللوا القائلين بأن الله تعالى أودع في بعض الاشياء قوة مؤثرة في شتى ما حتى قالوا : إنهم إلى الكفر اقرب منهم إلى الايمان وأولئك عندي أقرب إلى الجنون وسفاهة الرأي و الثمرات يراد بها ما يراد من جمع الكثرة لأن صيغ الجموع يتعاور بعضها موضع بعض أو لأنه أريد بالمفرد جماعة الثمرة التي في قولك : أكلت ثمرة بستان فلان وقد تقدم لك ما ينفعك تذكره في هذا المقام فتذكر وسخر لكم الفلك السفن بأن أقدركم على صنعتها واستعمالها بما ألهمكم كيفية ذلك وقيل : بأن جعلها لاترسب في الماء لتجري في البحر حيث توجهتم بأمره بمشيئته التي بها نيط كل شيء وتخصيصه بالذكر على ماذكره بعض المحققين للتنصيص على أن ذلك ليس بمزاولة الاعمال واستعمال الآلات كما يتراءى من ظاهر الحال ويندرج في تسخير الفلك كما في البحر تسخيره 1 وكذا تسخير الرياح وسخر لكم الأنهار .
23 .
- جعلها معدة لانتفاعكم حيث تشربون منها وتتخذون جداول تسقون بها زروعكم وجناتكم وما أشبه ذلك هذا اذا أريد بالأنهار المياه العظيمة الجارية في المجاري المخصوصة وأما اذا أريد بها نفس المجاري فتسخيرها تيسيرها لهم لتجري فيها المياه وسخر لكم الشمس والقمر دائبين أي دائمين في الحركة لايفتران الى انقضاء عمر الدنيا .
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في السماء في فلكها فاذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الارض حتى تطلع من مشرقها وكذلك القمر والقول بجريانهما إذا غربا تحت الارض مروي أيضا عن الحسن البصري وهو الذي يشهد له العقل السليم وللاخباريين غير ذلك وظاهر الآية اثبات الحركة لهما أنفسهما والفلاسفة يثبتون لهما حركتين يسمون احداهما الحركة الاولى وهي الحركة اليومية من المشرق إلى المغرب الحاصلة لهما بقسر المحدد لفلكيهما والاخرى الحركة الثانية وهي الحركة على توالي البروج من المغرب إلى المشرق الحاصلة لهما بحركة فلكيهما حركة ذاتية ولا يثبتون لهما حركة في ثخن الفلك على نحو حركة السمكة في الماء لصلابة الفلك وعدم قبوله الخرق أصلا عندهم .
وأثبت الشيخ الأكبر قدس سره في فتوحاته حركتهما على ذلك النحو والفلك عنده مثل الماء والهواء .
ذكر بعض الاخبار بين أنهما وسائر الكواكب معلقة بسلاسل من نور بأيدي ملائكة يسيرونها كيف شاء الله تعالى وحيث شاء سبحانه والافلاك ساكنة عند هذا البعض وكذا عند الشيخ قدس سره على ما يقتضيه ظاهر كلامه والاخبار في هذا الباب ليست بحيث تسر ثغر الخصم وذكر النسفي أنه ليس فيما ما يعول عليه وكلام الفلاسفة ما لم يكن فيه مصادمة لما تحقق عن المخبر الصادق صلى الله عليه وسلّم مما لابأس به وفسر بعضهم دائبين بمجدين تعبين وهو على التشبيه والاستعارة وأصل الدأب العادة المستمرة ونصب الاسم على الحال وتسخير