الأغلب ولعل الأولى ماذكرنا وقرأ أبو السمال وأبو الحوراء وأبو عمران الجوني بلسن باسكان السين على وزن ذكر وهي لغة في لسان كريش ورياش وقال صاحب اللوامح : إنه خاص باللغة واللسان يطلق عليها وعلى الجارحة وإلى ذلك ذهب ابن عطية وقرأ أبو رجاء وأبوالمتوكل والجحدري بلسن بضم اللام والسين وهو جمع لسان كعماد وعمد وقريء بلسن بضم اللام وسكون السين وهو مخفف لسن كرسل ورسل ليبين ذلك الرسول لهم لأولئك القوم الذين أرسل اليهم ما كلفوا به فيتلقوه منه بسهولة وسرعة فيمتثلوا ذلك من غير حاجة إلى الترجمة وحيث لم تتأت هذه القاعدة في شأن سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى إخوانه المرسلين أجمعين لعموم بعثته وشمول رسالته الأسود والاحمر والجن والبشر على اختلاف لغاتهم وكان تعدد نظم الكتاب المنزل اليه صلى الله عليه وسلّم عليه حسب تعدد ألسنة الامم أدعى إلى التنازع واختلاف الكلمة وتطرق أيدي التحريف مع أن استقلال بعض من ذلك بالاعجاز مئنة لقدح القادحين واتفاق الجميع فيه أمر قريب من الالجاء المنافي للتكليف وحصل البيان والتفسير اقتضت 1 الحكمة المنبىء عن العزة وجلالة الشأن المستنبع لفوائد غنية عن البيان على أن الحاجة الى الترجمة تتضاعف عند التعدد إذ لابد لكل طائفة من معرفة توافق الكل حذو القذة بالقذة من غير مخالفة ولو في خصلة فذة وإنما يتم ذلك بمن يترجم عن الكل واحدا أو متعددا وفيه من التعذر مافيه ثم لما كان أشرف الأقوام وأولاهم بدعوته E قومه الذي بعث بين ظهرانيهم ولغتهم أفضل اللغات نزل الكتاب المبين بلسان عربي مبين وانتشرت أحكامه بين ألامم أجمعين كذا قرر شيخ الاسلام والمسلمين وهو من الحسن بمكان بيد أن بعضهم أبقى الكلام على عمومه بحيث يشمل النبي 2 A وأراد بالقوم الذين ذلك الرسول منهم وبعث فيهم والمراد من قومه A العرب كلهم ونقل ذلك أبو شامة في المرشد عن السجستاني واحتج بقوله A : أنزل القرآن على سبعة أحرف وفيه نظر ظاهر .
وقال ابن قتيبة : المراد منهم قريش ولم ينزل القرآن إلا بلغتهم وقيل : إنما نزل بلغة مضر خاصة لقول عمر رضي الله تعالى عنه : نزل القرآن بلغة مضر وعين بعضهم فيما حكاه ابن عبد البر سبعا منهم هذيل وكنانة وقيس وضبة وتميم الرباب وأسيد بن خزيمة وقريش وأخرج أبو عبيد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : نزل بلغة الكعبين كعب قريش وكعب خزاعة فقيل : وكيف فقال : لأن الدار واحدة يعني خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم وجاء عن أبي صالح عنه أنه قال : نزل على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من هوازن ويقال لهم عليا هوازن ومن هنا قال أبو عمرو بن العلاء : أفصح العرب عليا هوازن وسفلى تميم يعني بني دارم والذي يذهب مذهب السجستاني يقول : إن في القرآن مانزل بلغة حمير وكنانة وجرهم وأزد شنوءة ومذحج وخثعم وقيس عيلان وسعد العشيرة وكندة وعذرة وحضرموت وغسان ومزينة ولخم وجذام وحنيفة واليمامة وسبأ وسليم وعمارة وطي وخزاعة وعمان وتميم