السماوية التي ينتقش فيها كل مافي هذا العالم بشكله وهيئته ومقداره وهو المسمى بالسماء الدنيا وهو بمثابة خيال العالم كما أن الاول بمثابة روحه والثاني بمثابة قلبه ثم لوح الهيولي القابل للصور في عالم الشهادة اه وهو كلام فلسفي أو لم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من اطرافها قيل : ذلك بذهاب أهل الولاية الذين بهم عمارة الارض وقيل : الاشارة أنا نقصد أرض وقت الجسد الشيخوخة ننقصها من أطرافها بضعف الاعضاء والقوى الظاهرة والباطنة شيئا فشيئا حتى يحصل الموت أو نأتي أرض النفس وقت السلوك ننقصها من أطرافها بافناء أفعالها بأفعالنا أولا وبافناء صفاتها ثانيا وبافناء ذاتها في ذاتنا ثالثا لامعقب لحكمه لاراد ولا مبدل لكل ما حكم به نسأل الله تعالى أن يحكم لنا بما هو خير وأولى في الآخرة والأولى بحرمة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وشرف وعظم وكرم .
سورة ابراهيم عليه السلام .
41 .
- أخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير أنها نزلت بمكة والظاهر أنهما أرادا أنها كلها كذلك وهو الذي عليه الجمهور وأخرج النحاس في ناسخه عن الحبر أنها مكية إلا آيتين منها فانهما نزلتا بالمدينة وهما ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا الآيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين وأخرج نحوه أبو الشيخ عن قتادة وقال الامام : إذا لم يكن في السورة مايتصل بالاحكام فنزولها بمكة والمدينة سواء إذ لايختلف الغرض فيه إلا أن يكون فيها ناسخ أو منسوخ فتظهر فائدته يعني أنه لايختلف الحال وتظهر ثمرته الا بما ذكر فان لم يكن ذلك فليس فيه الا ضبط زمان النزول وكفى به فائدة هل في هذه السورة منسوخ أو لا قولان والجمهور على الثاني وعن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم أن فيها آية منسوخة وهي قوله تعالى : وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الانسان لظلوم كفار فانه قد نسخت باعتبار الآخر بقوله تعالى في سورة النحل : وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم وفيه نظر وهي إحدى وخمسون آية في البصري وقيل : خمسون فيه وإثنان وخمسون في الكوفي وأربع في المدني وخمس في الشامي وارتباطها بالسورة التي قبلها واضح جدا لأنه قد ذكر في تلك السورة من مدح الكتاب وبيان انه مغن عما اقترحوه ماذكر وافتتحت هذه بوصف الكتاب والايماء إلى أنه مغن عن ذلك أيضا وإذا أريد بمن عنده علم الكتاب الله تعالى ناسب مطلع هذه ختام تلك أشد مناسبة وأيضا قد ذكر في تلك انزل القرآن حكما عربيا ولم يصرح فيها بحكمة ذلك وصرح بها هنا وأيضا تضمنت تلك الأخبار من قبله تعالى بأنه ما كان لرسول أن يأتي بآية الا باذن الله تعالى وتضمنت هذه الاخبار به من جهة الرسل عليهم السلام وأنهم قالوا : ما كان لنا أن نأتي بسلطان إلا بإذن الله وأيضا ذكر هناك أمره E بأن عليه توكلت وحكى هنا عن اخوانه المرسلين عليهم السلام توكلهم عليه سبحانه وأمرهم بالتوكل عليه جل شأنه واشتملت تلك على تمثيل للحق والباطل واشتملت هذه على ذلك أيضا بناء على بعض ماستسمعه إن شاء الله تعالى في قوله سبحانه : مثلا كلمة طيبة الى آخره وأيضا ذكر في الأولى من رفع السماء ومد الأرض وتسخير الشمس والقمر إلى غير ذلك ماذكر وذكر هنا نحو ذلك إلا أنه سبحانه اعتبر ماذكر أولا آيات وماذكر ثانيا نعما وصرح في كل بأشياء لم يصرح بها في الآخر وأيضا قد ذكر هناك مكر الكفرة وذكر هنا أيضا وذكر من وصفه مالم يذكر هناك وأيضا قال الجلال السيوطي : إنه ذكر في