الخبر وفيه فنزلت وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون إلى تمام ثلاث آيات ونزلت ولو أن قرآنا الآية هذا .
وعن الفراء أن جواب لو مقدم وهو قوله تعالى : وهم يكفرون بالرحمن وما بينهما اعتراض وهو مبني كما قيل على جواز تقديم جواب الشرط عليه ومن النحويين من يراه ولايخفى أن في اللفظ نبوة عن ذلك لكون تلك الجملة اسمية مقترنة بالواو ولذا أشار السمين الى أن مراده أن تلك الجملة دليل الجواب والتقدير ولو أن قرآنا فعل به كذا وكذا لكفروا بالرحمن وأنت تعلم أنه لافرق بين هذا وتقدير لما آمنوا في المعنى وجوز جعل لو وصلية ولا جواب لها والجملة حالية أو معطوفة على مقدر .
ولايزال الذين كفروا من أهل مكة على ماروى عن مقاتل تصيبهم بما صنعوا أي بسبب ماصنعوه من الكفر والتمادي فيه وابهامه اما لقصد تهويله أو استهجانه وهو تصريح بما أشعر به بناء الحكم على الموصول من عليه الصلة له مع مافي صيغة الصنع من الايذان برسوخهم في ذلك قارعة من القرع وأصله ضرب شيء بشيء بقوة ومنه قوله : ولما قرعنا النبع بالنبع بعضه ببعض أبت عيدانه أن تكسرا والمراد بها الرزية التي تقرع قلب صاحبها وهي هنا ما كان يصيبهم من أنواع البلايا والمصائب من القتل والأسر والنهب والسلب وتقديم المجرور على الفاعل لما مر غير مرة من إرادة التفسير اثر الابهام لزيادة التقرير والاحكام مع مافيه من بيان أن مدار الاصابة من جهتهم أثر ذي أثير أو تحل تلك القارعة قريبا مكانا قريبا من دارهم فيفزعون منها ويتطاير اليهم شررها شبه القارعة بالعدو المتوجه اليهم فاسند اليها الاصابة تارة والحلول أخرى ففيه استعارة بالكناية وتخييل وترشيح حتى يأتي وعد الله أي موتهم أو القيامة فان كلا منهما وعد محتوم لامرد له وفيه دلالة على أن مايصيبهم حينئذ من العذاب أشد ثم حقق ذلك بقوله سبحانه : إن الله لايخلف الميعاد .
13 .
- أي الوعد كالميلاد والميثاق بمعنى الولادة والتوثقة ولعل المراد به مايندرج تحته الوعد الذي نسب اليه الاتيان لا هو فقط قال القاضي : وهذه الآية تدل على بطلان من يجوز الخلف على الله تعالى في ميعاده وهي وإن كانت واردة في حق الكفار إلا أن العبرة بعموم