شيئا وان له E عاقبة محمودة وأنه سبحانه سينصره عليهم وفي ذلك من تسفيه رأيهم في الاصرار على الكفر واستنهاضهم إلى اتباعه ما فيه إلا أنه عز شأنه أمره أولا أن يقول : هو ربي توطئة لذلك وجىء بلا إله إلا هو اعتراضا للتأكيد والذي يميل إليه الطبع بعد التأمل وملاحظة الاسلوب القول بالاعتراض ثم لا يخفي أن جمل واليه متاب على اليه رجوعي في سائر أموري خلاف الظاهر وأنه على ذلك يكون كالتأكيد لما قبله وقال شيخ الاسلام في تفسيره : أي اليه توبتي كقوله تعالى : واستغفر لذنبك أمر E بذلك ابانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله تعالى وأنها صفة الانبياء وبعثا للكفرة على الرجوع عما هم عليه بأبلغ وجه وألطفه فانه E حيث أمر بها وهو منزه عن شائبة اقتراف ما يوجبها من الذنب وإن قل فتوبتهم وهم عاكفون على أنواع الكفر والمعاصي مما لابد منه اصلا اه وفيه أن هذا إنما يصلح باعثا للاقلاع عن الذنب على أبلغ وجه وألطفه لو كان الكلام مع غير الكفرة الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولعل ذلك ظاهر عند المنصف وقال العلامة البيضاوي في ذلك : أي اليه مرجعي ومرجعكم وكأنه أراد أيضا فيرحمني وينتقم منكم والانتقام من الرحمن أشد كما قيل : أعوذ بالله تعالى من غضب الحليم .
وتعقب بأنه إنما يتم ولو كان المضاف اليه المحذوف ضمير المتكلم ومعه غيره أي متابنا إذ يكون حينئذ مرجعي ومرجعكم تفصيلا لذلك ولا يكاد يقول به أحد مع قوله بكسر الباء فانه يقتضي أن يكون المحذوف الياء على أن ذلك الضمير لايناسب ما قبله ولعل العلامة اعتبر ان في الآية اكتفاء على ماقيل : أي متابي ومتابكم أو أن الكلام دال عليه التزاما وهذا أولى على ماقيل فتأمل ولو أن قرءانا أي قرآنا ما والمراد به المعنى اللغوي وهو اسم أن والخبر قوله تعالى شأنه : سيرت به الجبال وجواب لو محذوف لانسياق الكلام اليه كما في قوله : فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا والمقصود اما بيان عظم شأن القرآن العظيم وفساد رأي الكفرة حيث لم يقدروا قدره ولم يعدوه من قبيل الآيات واقترحوا غيره وأما بيان غلوهم في المكابرة والعناد وتماديهم في الضلالة والفساد والمعنى على الأول لو أن كتابا سيرت بانزاله أو بتلاوته الجبال وزعزعت عن مقارها كما فعل ذلك بالطور لموسى عليه السلام أو قطعت به الأرض أي شققت وجعلت انهارا وعيونا كما فعل بالحجر حين ضربه موسى عليه السلام بعصاه أو جعلت قطعا متصدعة أوكلم به الموتى أي كلم أحد به الموتى بأن أحياهم بقراءته فتكلم معهم بعد وذلك كما وقع الاحياء لعيسى عليه السلام لكان ذلك هذا القرآن لكونه الغاية القصوى في الانطواء على عجائب آثار قدرة الله تعالى وهيبته D كقوله تعالى : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله قاله بعض المحققين وقيل : في التعليل لكونه الغاية في الاعجاز والنهاية في التذكير والانذار .
وتعقب بأنه لا مدخل للاعجاز في هذه الآثار والتذكير والانذار مختصان بالعقلاء مع أنه لاعلاقة لذلك بتكليم الموتى واعتبار فيض العقول اليها مخل بالمبالغة المقصودة وبحث فيه بأن ماذكر أولا من مزيد الانطواء على عجائب آثار قدرة الله تعالى أمر يرجع إلى الهيبة وهي أيضا مما لايترتب عليها تكليم الموتى بل لعلها مانعة من