ماذكر واختلف في المرأة ذات الأزواج إذا كانوا قد ماتوا عنها فقيل : هي في الجنة لآخر أزواجها ويؤيده كون أمهات المؤمنين زوجاته صلى الله تعالى عليه وسلم فيها مع كون أكثرهن كن قد تزوجن قبل بغيره E وقيل : هي لأول أزواجها كامرأة أخبرها ثقة أن زوجها قد مات ووقع في قلبها صدقه فتزوجت بعد انقضاء عدتها ثم ظهرت حياته فانها تكون له وتعقب بأن هذا ليس من هذا القبيل بل هو يشبه ما لو مات رجل وأخبر معصوم كالنبي بموته فتزوجت امرأته بعد انقضاء العدة ثم أحياه الله تعالى وقد قالوا في ذلك : ان زوجته لزوجها الثاني وقيل : ان الزوجة تخير يوم القيامة بين أزواجها فمن كان منهم أحسنهم خلقا معها كانت له وارتضاه جمع وقرأ ابن أبي عبلة صلح بضم اللام والفتح أفصح وعيسى الثقفي ذريتهم بالتوحيد والملائكة يدخلون عليهم من كل باب .
32 .
- من أبواب المنازل .
أخرج ابن أبي حاتم عن انس بن مالك أنه قرأ الآية حتى حتمها ثم قال : إن المؤمن لفي خيمة من درة مجوفة ليس فيها جذع ولا وصل طولها في الهواء ستون ميلا في كل زواية منها أهل ومال لها أربعة آلاف مصراع من ذهب يقوم على كل باب منها سبعون ألفا من الملائكة مع كل ملك هدية من الرحمن ليس مع صاحبه مثلها لايصلون اليه الا باذن بينه وبينهم حجاب وروى عن ابن عباس ماهو أعظم من ذلك .
وقال أبو الاصم : أريد من كل باب من أبواب البر كباب الصلاة وباب الزكاة وباب الصبر وقيل : من أبواب الفتوح والتحف قيل : فعلى هذا المراد بالباب النوع و من للتعليل والمعنى يدخلون لاتحافهم بأنواع التحف وتعقب بأن في كون الباب بمعنى النوع كالبابة نظرا فان ظاهر كلام الاساس وغيره يقتضي أن يكون مجازا أو كناية عما ذكر لأن الدار التي لها أبواب إذا أتاها الجم الغفير يدخلونها من كل باب فأريد به دخول الارزاق الكثيرة عليهم وأنها تأتيهم من كل جهة وتعدد الجهات يشعر بتعدد المائتيات فان لكل جهة تحفة سلام عليكم أي قائلين ذلك وهو بشارة بدوام السلامة فالجملة مقول لقول محذوف واقع حالا من فاعل يدخلون وجوز كونها حالا من غير تقدير أي مسلمين وهي في الاصل فعلية أي يسلمون سلاما وقوله تعالى : بما صبرتم متعلق كما قال أبو البقاء بما تعلق به عليكم أو به نفسه لأنه نائب عن متعلقه ومنع هذا كما قال السيوطي السفاقسي وقال : لاوجه له والصحيح أنه متعلق بما تعلق به عليكم وجوز الزمخشري تعلقه بسلام على معنى نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم ومنعه أبو البقاء بأن فيه الفصل بين المصدر ومعموله بالأجنبي وهو الخبر ووجه ذلك في الدر المصون بأن المنع إنما هو في المصدر المؤول بحرف مصدري وهذا ليس منه مع أن الرضى جوز ذلك مع التأويل أيضا وقال : لا أراه مانعا لأن كل مؤول بشيء لايثبت له جميع أحكامه وجوز لهذه العلة العلامة الثاني تقديم معمول المصدر المؤول بأن والفعل عليه في نحو قوله تعالى : ولا تأخذكم بهما رأفة وقال في الكشف : إن عليكم نظرا إلى الاصل غير أجنبي فلذلك جاز أن يفصل به على أن الزمخشري لم يصرح بأنه معمول بل من مقتضاه ولذا قال : أي نسلم الخ فدل على أن التعلق معنوي يقدر ما يناسبه ولو جعل معمولا للظرف المستقر أعني عليكم فيكون متعلقا معنى بسلام ضرورة لكان وجها خاليا عن التكلف وجعله أبو حيان خبر مبتدأ محذوف و ما مصدرية والباء سببية أو بدلية أي هذا الثواب الجزيل بسبب صبركم في الدنيا على المشاق أو بدله وعن أبي عمران بما صبرتم على دينكم وعن الحسن