الآخذ ظاهرا وعلانية حيث تحسن العلانية كما إذا كان الأمر على خلاف ماذكر وقال بعضهم : إن الأول مخصوص بالتطوع والثاني باداء الواجب وعن الحسن أن كلا الأمرين في الزكاة المفروضة فان لم يتهم بترك أداء الزكاة فالأولى اداؤها سرا وإلا فالأولى اداؤها علانية : وقيل : السر مايؤديه بنفسه والعلانية مايؤديه إلى الامام والأول الحمل على العموم ولعل تقديم السر للأشارة إلى فضل صدقته وجاء في الصحيح عدا المتصدق سرا من الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم القيامة ويدرءون بالحسنة السيئة أي يدفعون الشر بالخير ويجازون الأساءة بالاحسان على ماأخرجه ابن جرير عن ابن زيد وعن ابن جبير يردون معروفا فاعلي من يسيء اليهم فهو كقوله تعالى : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وقال الحسن : إذا حرموا أعطوا وإذا ظلموا عفوا وإذا قطعوا وصلوا وقيل : يتبعون السيئة بالحسنة فتمحوها وفي الحديث أن معاذا قال : أوصني يارسول الله قال : إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها السر بالسر والعلانية بالعلانية وعن ابن كيسان يدفعون بالتوبة معرة الذنب وقيل : بلا إله إلا الله شركهم وقيل : بالصدقة العذاب وقيل : إذا رأوا منكرا أمروا بتغييره وقيل وقيل : ويفهم صنيع بعض المحققين اختيار الأول فهم كما قيل : يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا وهذا بخلاف خلق بعض الجهلة جريء متى يظلم يعاقب بظلمه سريعا وإن لايبد بالظلم يظلم وقال في الكشف : الأظهر التعميم أي يدرؤون بالجميل السيء سواء كان لأذاهم أولا مخصوصا بهم أو لاطاعة أو معصية مكرمة أو منقصة ولعل الأمر كما قال وتقديم المجرور على المنصوب لإظهار كمال العناية بالحسنة أولئك اي المنعوتون بالنعوت الجليلة والملكات الجميلة وليس المراد بهم أناسا بأعيانهم وإن كانت الآية نازلة على ماقيل في الأنصار واسم الاشارة مبتدأ خبره الجملة الظرفية أعني قوله سبحانه : لهم عقبى الدار .
22 .
- أي عاقبة الدنيا وما ينبغي أن يكون مآل امر أهلها وهي الجنة فتعريف الدار للعهد والعاقبة المطلقة تفسر بذلك وفسرت به في قوله تعالى : والعاقبة للمتقين وفسرها الزمخشري أيضا بالجنة إلا أنه قال : لأنها التي أراد الله تعالى أن تكون عاقبة الدنيا ومرجع أهلها وفيه على ماقيل شائبة اعتزال .
وجوز أن يراد بالدار الآخرة أي لهم العقبى الحسنة في الدار الآخرة وقيل : الجار والمجرور خبر اسم الاشارة و عقبى فاعل الاستقرار وأيا ما كان فليس فيه قصر حتى يرد أن بعض ما في حيز الصلة ليس من العزائم التي يخل إخلالها بالوصول إلى حسن العاقبة .
وقال بعضهم : إن المراد مآل اولئك الجنة من غير تخلل بدخول النار فلا بأس لو قيل بالقصر ولا يلزم عدم دخول الفاسق المعذب الجنة والقول إنه موصوف بتلك الصفات في الجملة كما ترى والجملة خبر للموصولات المتعاطفة ان رفعت بالابتداء أو استئناف نحوي أو بياني في جواب ما بال الموصوفين بهذه الصفات ان جعلت الموصولات المتعاطفة صفات لأولي الألباب على طريقة المدح من غير أن يقصد أن يكون للصلات المذكورة مدخل في التذكر والأول أوجه لما في الكشف من رعاية التقابل بين الطائفتين وحسن العطف في قوله تعالى : والذين ينقضون وجريهما على استئناف الوصف للعالم ومن هو كأعمى وقوله سبحانه :