والملكات كتفضيل مدركات العقل على الحس والبصر على اللمس وملكة الحكمة على العفة وهكذا وإن تعجب فعجب قولهم بعد ظهور الآيات أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد ولم يعلموا أن القادر على ذلك قادر على أن يحي الموتى .
وقيل : إن منشأ التعجب أنهم أنكروا الخلق الجديد يوم القيامة مع أن الانسان في كل ساعة في خلق آخر جديد بل العالم بأسره في كل لحظة يتجدد بتبدل الهيآت والأحوال والأوضاع والصور وإلى كون العالم كل لحظة في خلق جديد ذهب الشيخ الأكبر قدس سره فعنده الجوهر وكذا العرض لايبقى زمانين كما أن العرض عند الاشعري كذلك وهذا عند الشيخ قدس سره مبني على أن الجواهر والاعراض كلها شؤنه تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا وهو سبحانه كل يوم أي وقت في شأن وأكثر الناس ينكرون على الاشعري قوله بتجدد الاعراض والشيخ قدس سره زاد في الشطرنج جملا ولا يكاد يدرك مايقوله بالدليل بل هو موقوف على الكشف والشهود وقد اغتر كثير من الناس بظاهر كلامه فاعتقدوه من غير تدبر فضلوا وأضلوا أولئك الذين كفروا بربهم فلم يعرفوا عظمته سبحانه وأولئك الاغلال في أعناقهم فلا يقدرون أن يرفعوا رؤسهم المنتكسة الى النظر في الآيات وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون لعظم ماأتوا به ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة بمناسبة استعدادهم للشر وقد خلت من قبلهم المثلات عقوبة أمثالهم وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم أنفسهم باكتساب الأمور الحاجبة لهم عن النور ولم ترسخ فيهم وإن ربك لشديد العقاب لمن رسخت فيه ويقول الذين كفروا لعمى بصائرهم عن مشاهدة الآيات الشاهدة بالنبوة لولا أنزل عليه آية تشهد له صلى الله عليه وسلّم بذلك إنما أنت منذر ما عليك الا انذارهم لا هدايتهم والكل قوم هاد هو الله تعالى وقيل : لكل طائفة شيخ يعرفهم طريق الحق الله يعلم ماتحمل كل أنثى فيعلم ماتحمل أنثى النفس من ولد الكمال أي ما في قوة كل استعداد وما تغيض الارحام أي تنقص أرحام الاستعداد بترك النفس وهواها وما تزداد بالتزكية وبركة الصحبة وكل شيء من الكمالات عنده سبحانه بمقدار معين على حسب القابلية سواء منكم من أسر القول في مكمن استعداده ومن جهر به بابرازه إلى الفعل ومن هو مستخف بالليل ظلمة ظلمه نفسه وسارب بالنهار بخروجه من مقام النفس وذهابه في نهار نور الروح له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إشارة الى سوابق الرحمة الحافظة له من خاطفات الغضب أو الامدادات الملكوتية الحافظة له من جن القوى الخيالية والوهمية والسبعية والبهيمية وإهلاكها أياه إن الله لايغير ما بقوم من النعم الظاهرة أو الباطنة حتى يغيروا ما بأنفسهم من الاستعداد وقوة القبول قال النصر ابادي : إن هذا الحكم عام لكن مناقشة الخواص فوق مناقشة العوام وعن بعض السلف أنه قال : إن الفأرة مزقت خفي وماأعلم ذلك الا بذنب أحدثته والا لما سلطها علي وتمثل بقول الشاعر : لو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال إذ الكل تحت قهره سبحانه قال القاسم : إذا أراد الله تعالى هلاك قوم حسن موارده في أعينهم حتى يمشون اليها بتدبيرهم وأرجلهم ولله تعالى در من قال : إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده