موضع الاخافة والاطماع كما وضع النبات موضع الانبات في قوله تعالى : والله أنبتكم من الأرض نباتا والمصادر ينوب بعضها عن بعض أوهما مصدران محذوفا الزوائد كما في شرح التسهيل وقيل : إنهما مفعول له باعتبار أن المخاطبين رائين لأن اراءتهم متضمنة لرؤيتهم والخوف والطمع من أفعالهم فهم فعلوا الفعل المعلل بذلك وهو الرؤية فيرجع إلى معنى قعدت عن الحرب جبنا وهذا على طريقة قول النابغة الذبياني : وحلت بيوتي في يفاع ممنع يخال به راعي الحمولة طائرا حذارا على أن لاتنال مقادتي ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا حيث قيل : إنه على معنى أحللت بيوتي حذارا ورد ذلك المولى أبو السعود بأنه لاسبيل اليه لأن ما وقع في معرض العلة الغائية لاسيما الخوف لايصلح علة لرؤيتهم وتعقبه عزمي زاده وغيره بأن كلام واه لأن القائل صرح بأنه من قبيل قعدت عن الحرب جبنا ويريد أن المفعول له حامل على الفعل وموجود قبله وليس مما جعل في معرض العلة الغائية كما قالوا في ضربته تأديبا فلا وجه للرد عليه بماذكر وقيل : التعليل هنا مثله في لام العاقبة لاأن ذلك من قبيل قعدت عن الحرب جبنا كما ظن لأن الجبن باعث على القعود دونهما للرؤية وهو غير وارد لأنه باعث بلا شبهة واعترض عليه العزمي بأن اللام المقدرة في المفعول له لم يقل أحد بأنها تكون لام العاقبة ولا يساعده الاستعمال وهو ليس بشيء كيف وقد قال النحاة كما في الدر المصون : إنه كقول النابغة السابق وقال أيضا : بقي ههنا بحث وهو أن مقتضى جعل الآية نحو قعدت إلى آخره على ماقاله ذلك القائل أن يكون الخوف والطمع مقدمين في الوجود على الرؤية وليس كذلك بل هما إنما يحصلان منها ويمكن أن يقال : المراد بكل من الخوف والطمع على ماقاله ماهو من الملكات النفسانية كالجبن في المثال المذكور ويصح تعليل الرؤية من الاراءة بهما يعني أن الرؤية التي تقع باراءة الله سبحانه إنما كانت لما فيهم من الخوف والطمع إذ لو لم يكن في جبلتهم ذلك لما كان لتلك الرؤية فائدة اه ولا يخفى ما فيه من التعسف وقد علمت انه غير وارد وقيل : إن النصب على الحالية من البرق أو المخاطبين بتقدير مضاف أو تأويل المصدر باسم المفعول أو الفاعل أو ابقاء المصدر على ماهو عليه للمبالغة كما قيل في زيد عدل وينشيء السحاب أي الغمام المنسحب في الهواء الثقال .
21 .
- بالماء وهي جمع ثقيلة وصف بها السحاب لكونه اسم جنس في معنى الجمع ويذكر ويؤنث فكأنه جمع سحابة ثقيلة لاأنه جمع أو اسم جنس جمعى لاطلاقه على الواحد وغيره .
ويسبح الرعد قيل : هو اسم للصوت المعلوم والكلام على حذف مضاف أي سامعو الرعد أو الاسناد مجازى من باب الاسناد للحامل والسبب والباء في قوله سبحانه : بحمده للملابسة والجار والمجرور في موضع الحال أي يسبح السامعون لذلك الصوت ملتبسين بحمد الله تعالى فيضجون بسبحان الله والحمد لله .
وقيل : لاحذف ولاتجوز في الاسناد وإنما التجوز في التسبيح والتحميد حيث شبه دلالة الرعد بنفسه على تنزيهه تعالى عن الشريك والعجز بالتسبيح والتنزيه اللفظي ودلالته على فضله جل شأنه ورحمته بحمد الحامد لما فيهما من الدلالة على صفات الكمال وقيل : إن مجاز مرسل استعمل في لازمه وقيل : الرعد اسم ملك فاسناد التسبيح والتحميد اليه حقيقة