لاستقلاله تعالى بالهداية كالعلة لذلك ويجوز أن يكون جملة الله يعلم مقررة ويكون من باب إقامة الظاهر مقام المضمر كأنه هو تعالى يعلم أي ذلك الهادي والأول بعيد جدا وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن جرير عن عكرمة وأبي الضحى أن المنذر والهادي هو رسول الله صلى الله عليه وسلّم ووجه ذلك بأن هاد عطف على منذر و لكل قوم متعلق به قدم عليه للفاصلة وفي ذلك دليل على عموم رسالته A وشمول دعوته وفيه الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بالجار والمجرور والنحويون في جوازه مختلفون وقد يجعل هاد خبر مبتدأ مقدر أي وهو هاد أو وأنت هاد وعلى الأول فيه التفات وقال أبو العالية : الهادي العمل وقال علي بن عيسى : هو السابق إلى الهدى ولكل قوم سابق سبقهم الى الهدى قال أبو حيان : وهذا يرجع إلى أن الهادي هو النبي لأنه الذي يسبق الى ذلك وعن ابي صالح أنه القائد الى الخير أو إلى الشر والكل كما ترى وقالت الشيعة : إنه على كرم الله تعالى وجهه ورووا في ذلك أخبارا وذكر ذلك القشيري منا وأخرج ابن جرير وابن مردويه والديلمي وابن عساكر عن ابن عباس قال : لما نزلت إنما أنت منذر الآية وضع رسول الله A يده على صدره فقال : أنا المنذر وأومأ بيده الى منكب على كرم الله تعالى وجهه فقال : أنت الهادي ياعلي بك يهتدي المهتدون من بعدي وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد المسند وابن أبي حاتم والطبراني في الاوسط والحاكم وصححه وابن عساكر أيضا عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال في الآية : رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المنذر وأنا الهادي وفي لفظ والهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه .
واستدل بذلك الشيعة على خلافة علي كرم الله تعالى وجهه بعد رسول الله A بلا فصل وأجيب بأنا لانسلم صحة الخبر وتصحيح الحاكم محكوم عليه بعدم الاعتبار عند أهل الاثر وليس في الآية دلالة على ما تضمنه بوجه من الوجوه على أن قصارى ما فيه كونه كرم الله تعالى وجهه به يهتدي المهتدون بعد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وذلك لايستدعي إلا إثبات مرتبة الارشاد وهو أمر والخلافة التي نقول بها أمر لاتلازم بينهما عندنا .
وقال بعضهم : إن صح الخبر يلزم القول بصحة خلافة الثلاثة رضي الله تعالى عنهم حيث دل على أنه كرم الله تعالى وجهه على الحق فيما يأتي ويذر وأنه الذي يهتدى به وهو قد بايع أولئك الخلفاء طوعا ومدحهم وأثنى عليهم خيرا ولم يطعن في خلافتهم فينبغي الاقتداء به والجري على سننه في ذلك ودون اثبات خلاف ماأظهر خرط القتاد وقال أبو حيان : إنه A على فرض من صحة الرواية إنما جعل عليا كرم الله تعالى وجهه مثالا من علماء الامة وهداتها إلى الدين فكأنه E قال : يا علي هذا وصفك فيدخل الخلفاء الثلاث وسائر علماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم بل وسائر علماء الامة وعليه فيكون معنى الآية إنما أنت منذر ولكل قوم في القديم والحديث إلى ماشاء الله تعالى هداة دعاة إلى الخير اه وظاهره أنه لم يحمل تقديم المعمول في خبر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما على الحصر الحقيقي وحينئذ لا مانع من القول بكثرة من يهتدي به ويؤيد عدم الحصر ماجاء عندنا من قوله A : واقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر وأخبار أخر متضمنة لاثبات من يهتدي به غير علي كرم الله تعالى وجهه وأنا أظنك لاتلتفت إلى التأويل ولا تعبأ بما قيل وتكتفي بمنع صحة الخبر وتقول ليس في الآية مما يدل عليه عين ولا أثر هذا و ما يحتمل أن تكون مصدرية أي يعلم حمل كل أنثى من أي الاناث كانت والحمل على هذا بمعنى المحمول وأن تكون موصولة والعائد محذوف أي