بل مجرد تحققه ووقوعه من غير اخلال به كما في قولك : لأحجن العام إلا أن أحصر فان مرادك إنما هو الاخبار بعدم منع ما سوى حال الاحصار عن الحج لا الاخبار بمقارنته لتلك الاحوال على سبيل البدل كما هو مرادك في مثال الصلاة كان اعتبار الاحوال معه من حيث عدم منعها منه فآل المعنى إلى التأويل المذكور اه .
وبحث فيه واحد من الفضلاء بثلاثة أوجه الأول أنه لو كان المراد من قوله : لتأتنني به الاخبار بمجرد تحقق الاتيان ووقوعه من غير اخلال به لم يحتج إلى التأويل المذكور أعني التأويل بالنفي كما لايخفى على المتأمل فكلامه يفيد خلاف مراده الثاني أنا سلمنا أن ليس مراد القائل من قوله : لأحجن الخ الاخبار بمقارنة الحج لما عدا حال الاحصار على سبيل البدل لكن لانسلم أن ليس مراده منه الا الاخبار بعدم منع ما سوى حال الاحصار عنه غايته أن بينهما ملازمة وذاك لايستلزم الاحتياج إلى التأويل بالنفي الثالث أنه إن أراد من قوله : كان اعتبار الاحوال الخ أن الاتيان به لم يكن معه اعتبار الاحوال كما هو الظاهر فممنوع وإن أراد أن اعتبار الأحوال معه يستلزم حيثية عدم منعها منه فمسلم لكن لايلزم منه الاحتياج إلى التأويل المذكور أيضا وليس المدعى الاذاك اه وهو كما ترى فتبصر ثم انهم أجابوه عليه السلام إلى مااراد فلما ءاتوه موثقهم عهدهم من الله تعالى حسبما أراد عليه السلام قال عرضنا لثقته بالله تعالى وحثا لهم على مراعاة حلفهم به D الله على ما نقول في أثناء طلب الموثق وايتائه من الجانبين وايثار صيغة الاستقبال لاستحضار الصورة المؤدى إلى تثبتهم ومحافظتهم على تذكره ومراقبته وكيل .
66 .
- أي مطلع رقيب فان الموكل بالامر يراقبه ويحفظه قيل : والمراد أنه سبحانه مجاز على ذلك .
وقال ناصحا لهم لما عزم على إرسالهم جميعا يا بني لاتدخلوا مصر من باب واحد نهاهم عليه السلام عن ذلك حذرا من اصابة العين فانهم كانوا ذوي جمال وشارة حسنة وقد اشتهروا بين أهل مصر بالزلفى والكرامة التي لم تكن لغيرهم عند الملك فكانوا مظنة لأن يعانوا اذا دخلوا كوكبة واحدة وحيث كانوا مجهولين مغمورين بين الناس لم يوصهم بالتفرق في المرة الأولى وجوز أن يكون خوفه عليه السلام عليهم من العين في هذه الكرة بسبب أن فيهم محبوبه وهو بنيامين الذي يتسلى به عن شقيقه يوسف عليه السلام ولم يكن فيهم في المرةالأولى فأهمل أمرهم ولم يحتفل بهم لسوء صنيعهم في يوسف والقول أنه عليه السلام نهاهم عن ذلك أن يستراب بهم لتقدم قول أنتم جواسيس ليس بشيء أصلا ومثله ماقيل : إن ذلك كان طمعا أن يتسمعوا خبر يوسف عليه السلام والعين حق كما صح عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وصح أيضا بزيادة ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغتسلوا وقد ورد أيضا إن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر وقد كان صلى الله تعالى عليه وسلم يعوذ الحسنين رضي الله تعالى عنهما بقوله : أعوذ بكلمات الله تعالى التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة وكان يقول : كان أبوكما يعوذ بهما إسماعيل واسحق عليهم السلام .
ولبعضهم في هذا المقام كلام مفصل مبسوط لابأس باطلاعك عليه وهو أن تأثير شيء في آخر إما نفساني أو جسماني وكل منهما إما في نفساني أو جسماني فالانواع أربعة يندرج تحتها ضروب الوحي والمعجزات