الله تعالى القاهرة وحكمته الباهرة للسآئلين .
7 .
- لكل من سأل عن قصتهم وعرفها أو للطالبين للآيات المعتبرين بها فإنهم الواقفون عليها المنتفعون بها دون عداهم ممن إندرج تحت قوله تعالى : وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون فالمراد بالقصة نفس المقصوص أو على نبوته E الذين سألوه عن قصتهم حسبما علمت في بيان سبب النزول فأخبرهم صلى الله تعالى عليه وسلم بذلك على ما هو عليه من غير سماع من أحد ولا قراءة كتاب فالمراد بالقصة إقتصاصها وجمع الآيات حينئذ قيل : للإشعار بأن اقتصاص كل طائفة من القصة آية بينة كافية في الدلالة على نبوته صلى الله تعالى عليه وسلم وقيل : لتعدد جهة الإعجاز لفظا ومعنى وزعم بعض الجلة أن الآية من باب الإكتفاء والمراد آيات للذين يسألون والذين لا يسألون ونظير ذلك قوله سبحانه : سواء للسائلين وحسن ذلك لقوة دلالة الكلام على المحذوف وقال ابن عطية : إن المراد من السائلين الناس إلا أنه عدل عنه تحضيضا على تعلم مثل هذه القصة لما فيها من مزيد العبر وكلا القولين لا يخلو عن بعد .
وقرأ أهل مكة وابن كثير ومجاهد آية على الإفراد وفي مصحف أبي عبرة للسائلين إذ قالوا ليوسف وأخوه بنيامين وتخصيصه بالإضافة لإختصاصه بالأخوة من جانبي الأم والأب وهي أقوى من الأخوة من أحدهما ولم يذكروه بإسمه إشعارا بأن محبة يعقوب عليه السلام له لأجل شقيقه يوسف عليه السلام ولذا لم يتعرضوه بشيء مما أوقع بيوسف عليه السلام واللام للإبتداء يوسف مبتدأ وأخوه عطف عليه وقوله سبحانه : أحب إلى أبينا منا خبر متعلق به وهو أفعل تفضيل من المبني للمفعول شذوذا ولذا عدي بإلى حسبما ذكروا من أن أفعل من الحب والبغض يعدى إلى الفاعل معنى بإلى وإلى المفعول باللام وفي تقول : زيد أحب إلي من بكر إذا كنت تكثر محبته ولي وفي إذا كان يحبك أكثر من غيره ولم يثن مع أن المخبر عنه به إثنان لأن أفعل من كذا لا يفرق فيه بين الواحد وما فوقه ولا بين المذكر وما يقابله بخلاف أخويه فإن الفرق واجب في المحلي جائز في المضاف إذا أريد تفضيله على المضاف إليه وإذا أريد تفضيله مطلقا فالفرق لازم وجيء بلام الإبتداء لتحقيق مضمون الجملة وتأكيده أي كثرة حبه لهما أمر ثابت لا شبهة فيه ونحن عصبة أي الحال أنا جماعة قادرون على خدمته والجد منفعته دونهما والعصبة والعصابة على ما نقل عن الفراء : العشرة فما زادوا سموا بذلك لأن الأمور تعصب بهم أي تشد فتقوى .
وعن ابن عباس أن العصبة ما زاد على العشرة وفي رواية عنه أنها ما بين العشرة والأربعين وعن مجاهد أنها من عشرة إلى خمسة عشرة .
وعن مقاتل هي عشرة وعن ابن جبير ستة أو سبعة وقيل : ما بين الواحد إلى العشرة وقيل : إلى خمسة عشر وعن ابن زيد والزجاج وابن قتيبة هي الجماعة مطلقا ولا واحدا لها من لفظها كالنفر والرهط وقيل : الثلاثة نفر وإذا زادوا فهم رهط إلى التسعة فإذا زادوا فهم عصبة ولا يقال لأقل من عشرة : عصبة وروي النزال بن سبرة عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه قرأ بنصب عصبة فيكون الخبر محذوفا وعصبة حال من الضمير فيه أي نجتمع عصبة وقدر ذلك ليكون في الحال دلالة على الخبر المحذوف لما فيها من معنى الإجتماع