ورواية أنها جزء من أربعين جزءا تكون محمولة على كون عمره E ستين وهو رواية لبعضهم وروي أنها جزء من سبعين جزءا ولا أعلم لذلك وجها أه .
وأنت تعلم أن سبعين كثيرا ما يستعمل في التكثير فلعله هو الوجه والغرض الإشارة إلى كثرة أجزاء النبوة فتدبر والمراد ياخوته ههنا على ما قيل : الأخوة الذين يخشى غوائلهم ومكايدهم من بني علانة الأحد عشر وهم يهوذا وروبيل وشمعون ولاوي وريالون ويشجر ودينه بنو يعقوب من ليا بنت ليان بن ناهر وهي بنت خالته ودان ويفتالي وجاد وآشر بنوه عليه السلام من سريتين له زلفة وبلهة وهم المشار إليهم بالكواكب وأما بنيامين الذي هو شقيق يوسف عليه السلام وأمهما راحيل التي تزوجها يعقوب عليه السلام بعد وفات أختها ليا أو في حياتها إذ لم يكن جمع الأختين إذ ذاك محرما فليس بداخل تحت هذا النهي إذ لا تتوهم مضرته ولا تخشى معرته ولم يكن معهم في الرؤيا إذ لم يكن معهم في السجود .
وتعقب بأن المشهود أن بني علاتة عليه السلام عشرة وليس فيهم من إسمه دينه ومن الناس من ذكر ذلك في عداد أولاد يعقوب إلا أنه قال : هي أخت يوسف وبناء الكلام عليه ظاهر الفساد بل لا تكاد تدخل في الأخوة إلا بإعتبار التغليب لأنه جمع أخ فهو مخصوص بالذكور فلعل المختار أن المراد من الأخوة ما يشمل الأعيان والعلات ويعد بنيامين بدل دينه إتماما لأحد عشر عدة الكواكب المرئية والنهي عن الإقتصاص عليه وإن لم يكن ممن تخشى غوائله من باب الإحتياط وسد باب الإحتمال ومما ذاع كل سر جاوز الإثنين شاع ويلتزم القول بوقوع السجود منه كسائر أهله وإسناد الكيد إلى الأخوة باعتبار الغالب فلا إشكال كذا قيل وهو على علاته أولى مما قيل : إن المراد بإخوته ما لا يدخل تحته بنيامين ودينه لأنهما لا تخشى معرفتهما ولا يتوهم مضرتهما فهم حينئذ تسعة وتكمل العدة بأبيه وأمه أو خالته ويكون عطف الشمس والقمر من قبيل عطف جبريل وميكائيل على الملائكة وفيه من تعظيم أمرهما ما فيه أن في ذلك ما فيه ونصب يكيدوا بأن مضمرة في جواب النهي وعدي باللام مع أنه مما يتعدى بنفسه كما في قوله تعالى : فكيدوني لتضمينه ما يتعدى بها وهو الإحتيال كما أشرنا إليه وذلك لتأكيد المعنى بإفادة معنى الفعلين المتضمن والمضمن جميعا ولكون القصد إلى التأكيد والمقام مقامه أكد الفعل بالمصدر وقرر بالتعليل بعد وجعل اللام زائدة كجعله مما يتعدى بنفسه وبالحرف خلاف الظاهر وقيل : إن الجار والمجرور من متعلقات التأكيد على معنى فكيدوا كيدا لك وليس بشيء وجعل بعضهم اللام للتعليل على معنى فيفعلوا لأجلك وإهلاكك كيدا راسخا أو خفيا وزعم أن هذا الأسلوب آكد من أن يقال : فيكيدوك كيدا إذ ليس فيه دلالة على كون نفس الفعل مقصود الإيقاع وفيه نوع مخالفة للظاهر أيضا فافهم .
وقرأ الجمهور رؤياك بالهمز من غير إمالة والكسائي رؤياك بالإمالة وبغير همز وهي لغة أهل الحجاز إن الشيطان للإنسان أي لهذا النوع عدو مبين .
5 .
- ظاهر العداوة فلا يألو جهدا في تسويل إخوتك وإثارة الحسد فيهم حتى يحملهم على ما لا خير فيه وإن كانوا ناشئين في بيت النبوة والظاهر أن القوم كانوا