الواو والتعبير عن عدم العلم بالغفلة لإجلال شأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وكذا العدول عن لغافلا إلى ما في النظم الجليل عند بعض ويمكن أن يقال : إن الشيء إذا كان بديعا وفيه نوع غرابة إذا وقف عليه قيل للمخاطب : كنت عن هذا غافلا فيجوز أن يقصد الإشارة إلى غرابة تلك القصة فيكون كالتأكيد لما تقدم إلا أنه فيه ما لا يخفى وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن واللام فارقة وجملة كنت إلخ خبر إن إذ قال يوسف نصب بإضمار اذكر بناءا على تصرفها وذكر الوقت كناية عن ذكر ما حدث فيه والكلام شروع في إنجاز ما وعد سبحانه وحكى مكي أن العامل في إذ الغافلين .
وقال ابن عطية : يجوز أن يكون العامل فيها نقص وروي ذلك عن الزجاج على معنى نقص عليك الحال إذ إلخ وهي للوقت المطلق المجرد عن إعتبار المضي وفي كلا الوجهين ما فيه .
واستظهر أبو حيان بقاءها على معناها الأصلي وأن العامل فيها قال يا بني كما تقول : إذ قام زيد قام عمرو ولا يخلو عن بعد وجوز الزمخشري كونها بدلا من أحسن القصص على تقدير جعله مفعولا به وهو بدل إشتمال وأورد أنه إذا كان بدلا من المفعول يكون الوقت مقصوصا ولا معنى له وأجيب بأن المراد لازمه وهو إقتصاص قول يوسف عليه السلام فإن إقتصاص وقت القول ملزوم لإقتصاص القول .
واعترض بأنه يكون بدل بعض أو كل لااشتمال وأجيب بأنه إنما يلزم ما ذكر لو كان الوقت بمعنى القول وهو إما عين المقصوص أو بعضه أو لو بقي على معناه وجعل مقصوصا باعتبار ما فيه فلا يرد الإعتراض .
هذا ولم يجوزوا البدلية على تقدير نصب أحسن القصص على المصدرية وعلل ذلك بعدم صحة المعنى حينئذ وبقيام المانع عربية أما الأول فلأن المقصوص في ذلك الوقت لا الإقتصاص وأما الثاني فلأن أحسن الإقتصاص مصدر فلو كان الظرف بدلا وهو المقصود بالنسبة لكان مصدرا أيضا وهو جائز لعدم صحة تأويله بالفعل وأورد على هذا أن المصدر كما يكون ظرفا نحو أتيتك طلوع الشمس يكون الظرف أيضا مصدرا ومفعولا مطلقا لسده مسد المصدر كما في قوله : .
لم تغتمض عيناك ليلة أرمد .
فإنهم صرحوا ةكما في التسهيل وشروحه أن ليلة مفعول مطلق أي إغتماض ليلة وما ذكر من حديث التأويل بالفعل فهو من الأوهام الفارغة نعم إذا ناب عن المصدر ففي كونه بدل إشتمال شبهة وهو شيء آخر غير ما ذكر وعلى الأول أنه و إن لم يشتمل الوقت على الإقتصاص فهو مشتمل على المقصوص فلم لم تجز البدلية بهذه الملابسة ورد بأن مثل هذه الملابسة لا تصحح البدلية ونقل عن الرضي أن الإشتمال ليس كاشستمال الظرف على المظروف بل كونه دالا عليه إجمالا ومتقاضيا له يوجه ما بحيث تبقى النفس عند ذكر الأول متشوقة إلى الثاني منتظرة له فيجيء الثاني مبينا لما أجمل فيه فإن لم يكن كذلك يكن بدل غلظ وعلى هذا يقال في عدم صحة البدلية : إن النفس إنما تتشوق لذكر وقت الشيء لا لذكر وقت لازمه ووقت القول ليس وقتا للإقتصاص و يوسف علم أعجمي لا عربي مشتق من الأسف وسمي به لأسف أبيه عليه أو أسفه على أبيه أو أسف من يراه على مفارقته لمزيد حسنه كما قيل وإلا لانصرف لأنه ليس فيه غير العلمية ولا يتوهمن أن فيه وزن الفعل أيضا إذ ليس لنا فعل مضارع مضموم الأول والثالث وكذا يقال في يونس وقريء بفتح السين وكسرها على ما هو الشائع في الأسماء الأعجمية من التغيير لا على أنه مضارع بني للمفعول أو للفاعل من آسف لأن القراءة المشهورة شهدت بعجميته ولا يجوز أن يكون أعجميا وغير أعجمي قاله غير واحد لكن