ذلا يتصور منه عليه السلام شك فيما حيز إن وأصل وضعها أنها لشك المتكلم فمن ينصرني من الله أي فمن يمنعني من عذابه ففي الكلام مضاف مقدر والنصرة مستعملة في لازم معناها أو أن الفعل مضمن معنى المنع ولذا تعدى بمن والعدول إلى الإظهار لزيادة التهويل والفاء لترتيب إنكار النصر على ما سبق من كونه على بينة وإيتاء الرحمة على تقدير العصيان حسبما يعرب عنه قوله : إن عصيته أي في المساهلة في تبليغ الرسالة والمنع عن الشرك به تعالى والمجاراة معكم فيما تشتهون فإن العصيان ممن ذلك شأنه أبعد والمؤاخذة عليه ألزم وإنكار نصرته أدخل فما تزيدونني إذن بإستتباعكم إياي أي لا تفيدونني غذ لم يكن فيه أصل الخسران حتى يزيدوه غير تخسير .
63 .
- أي غير أن تجعلوني خاسرا بإبطال أعمالي وتعريضي لسخط الله تعالى أو فما تزيدونني بما تقولون غير أن أنسبكم إلى الخسران وأقول لكم : إنكم لخاسرون لا أن أتبعكم .
وروي هذا عن الحسن بن الفضل فالفاعل على الأول هم والمفعول صالح وعلى الثاني بالعكس والتفعيل كثيرا ما يكون للنسبة كفسقته وفجرته والزيادة على معناها والفاء لترتيب عدم الزيادة على إنتفاء الناصر المفهوم من إنكاره على تقدير العصيان مع تحقق ما ينفيه من كونه عليه السلام على بينة من ربه وإيتائه النبوة .
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن المعنى فما تزيدونني غير مضارة في خسرانكم فالكلام على حذف مضاف وعن مجاهد ما تزدادون أنتم بإحتجاجكم بعبادة آبائكم إلا خسارا وأضاف الزيادة إلى نفسه لأنهم أعطوه ذلك وكان قد سألهم الإيمان وقال ابن عطية : المعنى فما تعطوني فيما أقتضيه منكم من الإيمان غير تخسير لأنفسكم وأضاف الزيادة إلى نفسه من حيث أنه مقتض لأقوالهم موكل بأيمانهم كما تقول لمن توصيه : أنا أريد بك خيرا وأنت تريد بي سوءا وكان الوجه البين أن تقول : وأنت تريد شرا لكن من حيث كنت مريد خير ومقتضى ذلك حسن أن تضيف الزيادة إلى نفسك وقيل : المعنى فما تزيدونني غير تخسيري إياكم حيث أنكم كلما إزددتم تكذيبا إياي إزدادت خسارتكم وهي أقوال كما ترى ويا قوم هذه ناقة الله الإضافة للتشريف والتنبيه على أنها نفارقة لسائر ما يجانسها خلقا وخلقا لكم آية معجزة دالة على صدقي في دعوى النبوة وهي حال من ناقة الله والعامل ما في إسم الإشارة من معنى الفعل .
وقيل : معنى التنبيه والظاهر أنها حال مؤسسة وجوز فيها أن تكون مؤكدة كهذا أبوك عطوفا لدلالة الإضافة على أنها آية و لكم كما في البحر وغيره حال منها فقدمت عليها لتنكيرها ولو تأخرت لكانت صفة لها وإعترض بأن مجيء الحال لم يقل به أحد من النحاة لأن الحال تبين هينة الفاعل أو المفعول وليست الحال شيئا منهما وأجيب بأنها في معنى المفعول للإشارة لأنها متحدة مع المشار إليه الذي هو مفعول في المعنى ولا يخفى ما فيه من التكلف وقيل : الأولى أن يقال : إن هذه الحال صفة في المعنى لكن لم يعربوها صفة لأمر تواضع النحويون عليه من منع تقدم ما يسمونه تابعا على المتبوع فحديث إن الحال تبين الهيئة مخصوص بغير هذه الحال وإعترض بأن هذا ونحوه لا يحسم مادة الإعتراض لأن المعترض نفى قول أحد من النحاة بمجيء الحال من الحال وبما ذكر لا يثبت القول وهو ظاهر نعم قد يقال : إن إقتصار أبي حيان والزمخشري