فقال E : لا أقدر على ذلك فنزلت وقيل : القائل لكل عبدالله بن أمية المخزومي ووجه الجميع عليه يعلم مما مر غير مرة ومحل أن يقولوا نصب أو جر وكان الأصل كراهة أو مخافة أن يقولوا أو لئلا أو لأن أو بأن يقولوا ولوقوع القول قالوا : إن المضارع بمعنى الماضي و أن المصدرية خارجة عن مقتضاها ورجحوا تقدير الكراهة على المخافة لذلك وقد يراد عند تقديرها مخافة أن يكرروا هذا القول واختار بعض أن يكون المعنى على الجميع أن يقولوا مثل قولهم لو لا إلخ فأن على مقتضاها ولا يرد شيء إنما أنت نذير أي ليس عليك إلا الإنذار بما أوحي غير مبال بما يصدر عنهم والله على كل شيء وكيل .
12 .
- أي قائم به وحافظ له فيحفظ أحوالك وأحوالهم فتوكل عليه في جميع أمورك فإنه فاعل بهم ما يليق بحالهم والإقتصار على النذير في أقصى غاية من إصابة المحز والآية قيل : منسوخة وقيل : محكمة .
أم يقولون افتراه إضراب بأن المنقطعة عن ذكر ترك اعتدادهم بما يوحى وعدم اكتفائهم بما فيه من المعجزات الظاهرة الدالة على صدق الدعوى وشروع في ذكر ارتكابهم لما هو أشد منه وأعظم وتقدر ببل والهمزة الإنكارية أي بل أيقولون وذهب ابن القشيري إلى أن أم متصلة والتقدير أيكتفون بما أوحينا إليك أم يقولون إنه ليس من عند الله والأول أظهر وأيا ما كان فالضمير البارز في إفتراه لما يوحى قل إن كان الأمر كما تقولون فأتوا أنتم أيضا بعشر سور مثله في البلاغة وحسن النظم وهو نعت لسور وكان الظاهر مطابقته لها في الجمع لكنه أفرد باعتبار مماثلة كل واحدة منها إذ هو المقصود لا مماثلة المجموع وقيل : مثل وإن كان مفردا يجوز فيه المطابقة وعدمها فيوصف به الواحد وغيره نظرا إلى أنه في الأصل كقوله تعالى : أنؤمن لبشرين مثلنا وقد يطابق كقوله سبحانه : ثم لا يكونوا أمثالكم وقيل : إنه هنا صفة لمفرد مقدر أي قدر عشر سور مثله وقيل : إنه وصف لمجموع العشر لأنها كلام وشيء واحد وأيضا عشر ليس بصيغة جمع فيعطى حكم المفرد كنخل منقعر وقوله سبحانه : مفتريات نعت آخر لسور قيل : أخر عن نعتها بالمماثلة لما يوحى لأنه النعت المقصود بالتكليف إذ به قعودهم على العجز عن المعارضة وأما نعت الإفتراء فلا يتعلق به غرض يدور عليه شيء في مقام التحدي وإنما ذكر على نهج المساهلة وإرخاء العنان ولأنه لو عكس الترتيب لربما توهم أن المراد هو المماثلة له في الإفتراء والمعنى فآتوا بعشر سور مماثلة له في البلاغة مختلفات من عند أنفسكم إن صح أنى اختلقته من عند نفسي فإنكم عرب فصحاء بلغاء ومبادي ذلك فيكم من ممارسة الخطب والأشعار ومزاولة أساليب النظم والنثر وحفظ الوقائع والأيام أتم .
والكثير على أن هذا التحدي وقع أولا فلما عجزوا تحداهم بسورة من مثله كما نطقت به سورة البقرة ويونس وهو وإن تأخر تلاوة متقدم نزولا وأنه لا يجوز العكس إذ لا معنى للتحدي بعشر لمن عجز عن التحدي بواحدة وأنه ليس المراد تعجيزهم عن الإتيان بعشر سور مماثلات لعشر معينة من القرآن .
وروي عن ابن عباس أن المراد ذلك وجعل العشر ما تقدم من السور إلى هنا واعترضه أبو حيان بأن أكثر ما ذكر مدني وهذه السورة حسبما علمت مكية فكيف تصح الحوالة بمكة على مالم ينزل بعد ثم قال : ولعل هذا لا يصح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وذهب ابن عطية إلى أن هذا التحدي إنما وقع بعد التحدي بسورة وروي هذا عن المبرد وأنكر تقدم نزول هذه السورة على نزول تينك السورتين وقال : بل نزلت سورة يونس أولا ثم نزلت سورة هود