نظر الحفظ والرعاية ولولا ذلك لهلكت الذرات وإضمحلت سائر الموجودات ألا إن اولياء الله لا خوف عليهم إذ لم يبق منهم بقية يخاف بسببها من حرمان ولا هم يحزنون لإمتناع فوات شيء من الكمالات واللذات منهم الذين آمنوا الإيمان الحقيقي وكانوا يتقون بقاياهم وظهور تلوناتهم لهم البشرى في الحياة الدنيا بوجود الإستقامة والأخلاق المبشرة بجنة النفوس و في الآخرة بظهور أنوار الصفات والحقائق عليهم المبشرة بجنةالقلوب والظاهر أن الموصول بيان للأولياء فالولي هو المؤمن المتقى على الكمال ولهم في تعريفه عبارات شتى تقدم بعضها .
وفي الفتوحات : هو الذي تولاه الله تعالى بنصرته في مقام مجاهدته الأعداء الأربعة الهوى والنفس والشيطان والدنيا وفيها تقسيم الأولياء إلى عدة أقسام منها الأقطاب والأوتاد والأبدال والنقباء والنخباء وقد ورد ذلك مرفوعا وموقوفا من حديث عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأنس وحذيفة بن اليمان وعبادة ابن الصامت وابن عباس وعبدالله بن عمر وابن مسعود وعوف بن مالك ومعاذ بن جبل وواثلة ابن الأسقع وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأبي الدرداء وأم سلمة ومن مرسل الحسن وعطاء وبكر ابن خميس ومن الآثار عن التابعين ومن بعدهم ما لا يحصى وقد ذكر الجلال السيوطي في رسالة مستقلة له وشيد أركانه وأنكره كما قدمنا بعضهم والحق مع المثبتين وأنا والحمد لله تعالى منهم وإن كنت لم أشيد قبل أركان ذلك والأئمة والحواريون والرجبيون والختم والملامية والفقراء وسقيط الرفرف ابن ساقط العرش والامناء والمحدثون إلى غير ذلك وعد الشيخ الأكبر قدس سره منهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والبيانالذي في الآية صادق عليهم عليهم السلام على أتم وجه ونسب غليه رضى الله تعالى عنه القول بتفضيل الولي على النبي والرسول وخاض فيه كثيرمن المنكرين حتى كفروه وحاشاه بسبب ذلك وقد صرح في غير موضع من فتوحانه وكذا من سائر تاليفاته بما ينافي هذا القول حسبما فهمهالمنكرون وقد ذكر في كتاب القربة أنه ينبغي لمن سمع لفظة من عارف متحقق مبهمة كأن يقول الولاية هي النبوة الكبرى أو الولي العارف مرتبتهفوق مرتبة الرسول أن يتحقق المراد منها ولا يبادر بالطعن ثم ذكر في بيان ما ذكر مانصه : أعلم أنه إعتبار للشخص من حيث ماهو انسان فلا فضل ولا شرف في الجنس بالحكم الذاتي وإنما يقع التفاضل بالمراتب فالأنبياء صلوات الله تعالى عليهم ما فضلوا الخلق إلابها فالنبي صلى الله عليه وسلّم له مرتبة الولاية والمعرفة والرسالة ومرتبة الولاية والمعرفة دائمة الوجود ومرتبة الرسالة منقطعة فإنها تنقطع بالتبليغ والفضل للدائم الباقي والولي العارف مقيم عنده سبحانه والرسول خارج وحالة الإقامة أعلى من حالة الخروج فهو صلى الله تعالى عليه وسلم من حيثية كونه وليا وعارفا أعلى وأشرف من حيثية كونه رسولا وهو A الشخص بعينه وإختلفت مراتبه لا أن الولي منا أرفع من الرسول نعوذ بالله تعالى من الخذلان فعلى هذا الحد يقول تلك الكلمة أصحاب الكشف والوجود إذ لا إعتبار عندنا إلا للمقامات ولا نتكلم إلا فيها لا في الأشخاص فإن الكلام في الأشخاص قد يكون بعض الأوقات غيبة والكلام على المقامات و الأحوال من صفات الرجال ولنا في كل حظ شرب معلوم ورزق مقسوم إنتهى وهو صريح في أنه قدس سره لا يقول هو ولا غيره من الطائفة بأن الولي أفضل من النبي حسبما ينسب إليه وقد نقل الشعراني عنه أنه قال : فتح لي قدر خرم إبرة من مقام النبوة تجليا لادخولا فكدت أحترق فينبغي تأويل جميع ما يوهم القول بذلك كأخباره في كتابه التجليات وغيره بإجتماعه ببعض الأنبياء عليهم السلام وإفادتهلهم من العلم ما ليس