ربا باطلا وقرىء الحق بالنصب على المدح والمراد به الله تعالى وهو من أسمائه سبحانه أو على المصدر المؤكد والمراد به ما يقابل الباطل ولا منافاة بين هذه الآية وقوله سبحانه : ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم لإختلاف معنى المولى فيهما وأخرج الشيخ عن السدي أن الأولى منسوخة بالثانية ولا يخفى ما فيه وضل أي ضاع وذهب عنهم ماكانوا يفترون 30 من أن آلهتهم تشفع لهم أو ما كانوا يدعون أنها شركاء لله D و ما يحتمل أن تكون موصولة وأن تكون مصدرية والجملة معطوفة على قوله سبحانه : ردوا ومنالناس من جعلها عطفا على زيلنا وجملة ردوا معطوفة على جملة تبلو إلخ داخلة في الإعتراض و ضمير الجمع للنفوس المدلول عليها بكل نفس والعدول إلى الماضي للدلالة على التحقق والتقرر وإيثار صيغة الجمع للإيذان بأن ردهم إليه سبحانه يكون على طريق الإجتماع وما ذكرناه أولى لفظا ومعنى وتعقب شيخ الإسلام جعل الضمير للنفوس وعطف ردوا على تبلو إلخ بأنه لا يلائمه التعرض لوصف الحقية في قوله سبحانه : مولاهم الحق فانه للتعريض بالمردودين ثم قال : ولئن إكتفى فيه بالتعريض ببعضهم أو حمل الحق على معنى العدل في الثواب والعقاب أي مو تفسير المولى بمتولي الأمور فقوله سبحانه : وضل إلخ مما لا مجال فيه للتدارك قطعا فإن ما فيه من الضمائر الثلاثة للمشركين فيلزم التفكيك حتما وتخصيص كل نفس بالنفوس المشركة مع عموم البلوى للكل يأباه مقام تهويل المقام إنتهى والظاهر أنه إعتبر عطف وضل عنهم إلخ على ردوا مع رجوع ضميره للنفوس وهنو غير ما ذكرناه فلا تغفل قل أي لأولئك المشركين الذين حكيت أحوالهم وبين ما يؤدي إليهأفعالهم التي هي أفعى لهم إحتجاجا على حقية التوحيد وبطلان ماهم عليه من الإشراك .
من يرزقكم من السماء والأرض أي منهما جميعا فإن الأرزاق تحصل بأسباب سماوية كالمطر وحرارة الشمس المنضجة وغير ذلك ومواد أرضية بمنزلة الفاعل والثانية بمنزلة القابل أو من كل واحد منهما بالإستقلال كالأمطار والمن والأغذية الأرضية توسعة عليكم فمن على هذا لإبتداء الغاية وقيل : هي لبيان من على تقدير المضاف وقيل : تبعيضية على ذلك التقدير أي من أهل السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار أم منقطعة بمعنى بل والإضطراب إنتقالي لا إبطالي وفيه تنبيه على كفاية هذا الإستفهام فيما هو المقصود أي من يستطيع خلقهما وتسويتهما على هذه الفطرة العجيبة ومن وقف على تشريحهما وقف على ما يبهر العقول أو من يحفظهما من الآفات مع كثرتها وسرعة إنفعالهما عن أدنى شيء يصيبهما أو من يتصرف بهما إذهابا وإبقاء والملك على كل مجاز وقيل : والمعنى الأول أوفق لنظم الخالقية مع الرازقية كقوله تعالى : هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي أي ومن ينشيء الحيوان من النطفة مثلا والنطفة من الحيوان أو من يحيي أو يميت بأن يكون المراد بالإخراج التحصيل من قولهم : الخارج كذا أي الحاصل أي من يحصل الحي من الميت بأن يفيض عليه الحياة ويحصل الميت من الحي بأن يفيض عليه الموت ويسلب عنه الحياة والمآل ما علمت ومن الناس من فسر الحي والميت هنا بالمؤمن والكافر والأول أولى ومن يدبر الأمر أي ومن يلي تدبير أمر العالم جميعا وهو تعميم بعد تخصيص ما إندرج تحته من الأمور الظاهرة بالذكر وفيه إشارة إلى أن الكل منه سبحانه وإليه وأنه لا يمكنكم علم تفاصيله فسيقولون