والإمام المرزوقي وأنشدوا شاهدا له قول أبي ذؤيب : إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل ووجه ذلك الراغب بأن الرجاء والخوف يتلازمان وأما الإعتراض علىالإمام بأن إستعمال الضد في الضد جائز في الإستعارة التهكمية فليس بشيء لأن مقصوده C تعالى أن ذلك غير جائز في غير الإستعارة المذكورة كما يشعر به قوله تفسير دون إستعارة ثم إنه لا يجوز إعتبارهذه الإستعارة هنا لأن التهكم غير مراد كما لا يخفى ويعلم مما ذكرنا في تفسير الآية أن الباء للظرفيه وجوز أن تكون للسببيه على معنى سكنوا بسبب زينتها وزخارفها وإختيار صيغة الماضي في الخصلتين الأخيرتين للدلالة على التحقق والتقرر كما أن إختيار صيغة المستقبل في الأولى للإيذان بالإستمرار والذين هم عن ءاياتنا المفصلة في صحائف الأكوان حسبما أشير إلى بعضها أو آياتنا المنزلة المنبهة على الإستدلال بها المتفقة معها في الدلالة على حقية مالا يرجونه من اللقاء المترتب على البعث وعلى بطلان مارضوا به وإطمأنوا فيه من الحياة الدنيا غافلون 7 لا يتفكرون فيها أصلا وإن نبهوا بما نبهوا لإنهماكهم بما يصدهم عنها من الأحوال المعدودة وتكرير الموصول للتوصل به إلى هذه الصلة المؤذنة بدوام غفلتهم وإستمرارها والعطف لمغايرة الوصف المذكور لما قبله من الأوصاف وفي ذلك تنبيه على أنهم جامعون لهذا وتلك وأن كل واحد منهما متميز مستقل صالح لأن يكون منشأ للذم والوعيد والقول لأن ذلك لتغاير الوصفين والتنبيه على أن الوعيد على الجمع بين الذهول عن الآيات رأسا والإنهماك في الشهوات بحيث لا يخطر ببالهم الآخرة أصلا ليس بشيء إذ يفهم من ظاهره ان كلا منهما غير موجب للوعيد بالإستقلال بل الموجب له المجموع وهو كما ترى وكونه لتغاير الفريقين بأن يراد من الأولين من أنكر البعث ولم يرد إلا الحياة الدنيا وبالآخرين من ألهاه حب العاجلعن التأمل في الآجل والإعداد له كأهل الكتاب الذين ألهاهم حب الدنياوالرياسة عن الإيمان والإستعداد للآخرة بعيد غاية البعد في هذا المقام لإولئك أي الموصوفون بما ذكر مأواهم أي مسكنهم ومقرهم الذيلا براح لهم منه النار لا ما إطمأنوا به من الحياة الدنيا ونعيمها بما كانوا يكسبون 8 من الأعمال القلبية المعدودة وما يستتبعه من المعاصي أو يكسبهم ذلك والجمع بين صيغتي الماضي والمضارع للدلالة على الإستمرار والباء متعلقة بما دل عليه الجملة الأخيرة الواقعة خبرا عن إسم الإشارة وقدره أبو البقاء جوزوا وجملة أولئك إلخخبر إن في قوله سبحانه : إن الذين لا يرحون إلخ إن الذين آمنوابما يجب الإيمان به ويندرج فيه الإيمان بالآيات التي غفل عنها الغافلون إندراجا أوليا وقد يخص المتعلق بذلك نظرا للمقام وعملوا الصالحات أي الأعمال الصالحة في أنفسها اللائقة بالإيمان وترك ذكر الموصوفلجريان الصفة مجرى الأسماء يهديهم ربهم بايمانهم أي يهديهم بسبب إيمانهم إلى مأواهم ومقصدهم وهي الجنة وإنما تذكر تعويلا على ظهورها وإنسياق النفس إليها لا سيما مع ملاحظة ما سبق من بيان مأوى الكفرة وما أداهم إليه من الأعمال السيئة ومشاهدة ما لحق من التلويح والتصريح