كل منهما إلى بسيطة وكبيسة وبيان ذلك في محله و تخصيص العدد بالسنين والحساب بالأوقات لما أنه لم يعتبر في السنين المعدودة معنى مغاير لمراتبالأعداد كما أعتبر في الأوقات المحسوبة وتحقيقه أن الحساب إحصاءماله كمية إنفصالية بتكرير أمثاله من حيث يتحصل بطائفة معينة منها عدد معين له إسم خاص وحكم مستقل كالسنة المتحصلة من إثني عشر شهر قد تحصل كل من ذلك من أيام معلومة قد تحصل كل منها من ساعات كذلك والعد مجرد إحصائه بتكرير أمثاله من غير إعتبار أن يتحصل بذلك شيء كذلك ولما لم يعتبر في السنين المعدودةتحصيل حد معين له إسم خاص غير أسامي مراتب الأعداد وحكم مستقل أضيف إليها العدد وتحصل مراتب الأعداد من العشرات والمئات والألوف إعتباري لا يجدي في تحصيل المعدود نفعا وحيث أعتبر في الأوقات المحسوبة تحصيل ما ذكر من المراتب التي لها أسام خاصة وأحكام مستقلة علق بها الحساب المنبئ عن ذلك والسنة من حيث تحققها في نفسها ممايتعلق به الحساب وإنما الذي يتعلق به العد طائفة منها وتعلقه فيضمن ذلك بكل واحدة من تلك الطائفة ليس من تلك الحيثية المذكورة أعني حيثية تحصلها من عدة أشهر قد تحصل كل واحد منها من عدة أيامقد حصل كل منها من عدة ساعات فإن ذلك وظيفة الحساب بل من حيث أنهافرد من تلك الطائفة المعدودة من غير أن يعتبر معها شيء غير ذلك .
وتقديم العدد على الحساب مع أن الترتيب بين متعلقيهما وجودا وعلماعلىالعكس لأن العلم المتعلق بعدد السنين له علم إجمالي بما تعلق به الحساب تفصيلا وإن لم تتحد الجهة أو لأن العدد من حيث أنه لم يعتبرفيه تحصيل أمر آخر حسبما حقق آنفا نازل من الحساب الذي أعتبر فيه ذلك منزلة البسيط من المركب قاله شيخ الإسلام .
ماخلق الله ذلك أي ما ذكر من الشمس والقمر على ماحكى سبحانه من الأحوال إلا بالحق إستثناء من أعم أحوال الفاعل والمفعول والباءللملابسة أي ما خلق ذلك ملتبسا بشيء من الأشياء إلا ملتبسا بالحق مراعيا فيه الحكمة والمصلحة أو مراعي فيه ذلك فالمراد بالحق هنا خلاف الباطل والعبث يفصل الآيات أي الآيات التكوينية المذكورة أو الأعم منهاويدخل المذكور دخولا أوليا أو نفصل الآيات التنزيلية المنبهة على ذلك وقرئ نفصل بنون العظمة وفيه التفات لقوم يعلمون 5 الحكمة في إبداع الكائنات فيستدلون بذلك على شؤون مبدعها جل وعلا أو يعلمونما في تضاعيف الآيات المنزلة فيؤمنون بها .
ذكرنا وغيرهم إن في إختلاف الليل والنهار تنبيه آخر إجمالي علىما ذكر أي في تعاقبهما وكون كل منهما على خلاف التوالي فإنه يلزمهاحركة سائر الأفلاك وما فيها من الكواكب على ما تقدم مع سكون الأرض وهذا في أكثر المواضع وأما في عرض تسعين فلا يطلع شيء ولا يغرب بتلك الحركةأصلا بل بحركات أخرى وكذا فيما يقرب منه قد يقع طلوع وغروب بغير ذلك وتسمى تلك الحركة الحركة اليومية وجعلها بعضهم بتمامها للأرض وجعل آخرون بعضها للأرض وبعضها للفلك الأعظم والمشهور عند كثير منالمحدثين أن الشمس نفسها تجري مسخرة بإذن الله تعالى في بحر مكفوف فتطلع وتغرب حيث شاء الله تعالى