الله تعالى عليه وسلم أو يموت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي فأنزل الله تعالى توبتنا على نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم حين بقى الثلث الأخير من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلّم عند أم سلمة وكانت محسنة في شأني معينة في أمري فقال رسول الله A : ياأم سلمة تيب على بن كعب بن مالك قالت : أفلا أرسل إليه أبشره قال تحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليل حتى إذا صلى صلى الله تعالى عليه وسلم صلاة الفجر آذن بتوبة الله تعالى علينا .
هذا وفي وصفه سبحانه هؤلاء بما وصفهم به دلالة وأية دلالة على قوةإيمانهم وصدق توبتهم وعن أبي بكر الوراق أنه سئل عن التوبة النصوح فقال : أن تضيق على التائب الأرض بما رحبت وتضيق عليه نفسه كتوبة كعب ابن مالك وصاحبيه ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله فيما لايرضاه وكونوا مع الصادقين 119 أي مثلهم في صدقهم : وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس أنه كان يقرأ وكونوا من الصادقين وكذا وروى البيهقي وغيره عن ابن مسعود أنه كان يقرأ كذلك والخطاب قيل : لمن آمن من أهل الكتاب وروي ذلك عن ابن عباس فيكون المراد بالصادقين الذين صدقوا في إيمانهم معاهدتهم الله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم على الطاعة : وجوز أن يكون عاما لهم ولغيرهم فيكون المراد بالصادقين الدين صدقوا في الدين نية وقولا وعملا وأن يكون خاصا بمن تخلف وربط نفسه بالسواري فالمناسب أن يراد بالصادقين الثلاثة أي كونوا مثلهم في الصدق وخلوص النية .
وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن نافع أن الآية نزلت في الثلاثة الذين خلفوا والمراد بالصادقين محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه وبذلك فسره ابن عمر كما أخرجه ابن أبي حاتم وغيره وعن سعيد بن جبير أن المراد كونوا مع أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما .
وأخرج ابن عساكر وآخرون عن الضحاك أنه قال : أمروا أن يكونوا مع أبي بكر وعمر وأصحابهما وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابنعساكر عن أبي جعفر أن المراد كونوا مع علي كرم الله تعالى وجهه وبهذا إستدل بعض الشيعة على أحقيته كرم الله تعالى وجهه بالخلافة وفساده على فرض صحة الرواية ظاهر وعن السدي أنه فسر ذلك بالثلاة ولم يتعرض للخطاب والظاهر عموم الخطاب ويندرج فيه التائبون إندراجا أوليا وكذا عموم مفعول اتقوا ويدخل فيه المعاملة مع رسول الله A في أمر المغازي دخولا أوليا أيضا وكذا عموم الصادقين ويراد بهم ماتقدم على إحتمال عموم الخطاب .
وفي الآية مالا يخفى من مدح الصدق وإستدل بها كما قال الجلال السيوطي من لم يبح الكذب في موضع من المواضع لا تصريحا ولا تعريضا وأخرج غيرواحد عن ابن مسعود أنه قال لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيته شيئا ثم لا ينجزه وتلا الآية والأحاديث في ذمه أكثر من أن تحصى والحق إباحته في مواضع فقد أخرج ابن أبي شيبه وأحمد عن أسماء بنت يزيد عن النبي A قال : كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا رجل كذب في خديعة حرب أو إصلاح بين إثنين أو رجل يحدث إمرأته ليرضيها وكذا إباحة المعاريض فقد أخرج ابن عدي عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله A إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ما كان أي ماصح ولا إستقام لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب كمزينة وجهينة