فيه بصفاء الوقت وطيب الحال وذوق الوجدان بخلاف ما إذا كان مبنيا علىضد فإنها تتأثر فيه بالكدورة والتفرقة والقبض .
وأصل ذلك أن عالم الملك تحت قهر عالم الملكوت وتسخيره فيلزم أن يكون لنيات النفوس وهيأتها تأثير فيما تباشره من الأعمال ألا ترى الكعبة كيف شرفت وعظمت وجعلت محلا للتبرك لما أنها كانت مبنية بيد خليل الله تعالى E بنية صادقة ونفس شريفة ونحن نحد أيضا أثرالصفاء والجمعية في بعض المواضع والبقاع وضد ذلك في بعضها ولست أعني الا وجود ذوي النفوس الحساسة الصافية لذلك وإلا فالنفوس الخبيثة تجد الأمر على عكس ما تجده أرباب تلك النفوس والصفراوي يجد السكرمرا والجعل يستخبث رائحة الورد : ومن هنا كان المنافق في المسجد كالسمك في اليبس والمخلص فيه كالسمكة في الماء فيه رجال يحبون أنيتطهروا أي أهل إرادة وسعي في التطهر عن الذنويب وهو إشارة إلى أن صحبة الصالحين لها أثر عظيم ويتحصل من هذا وماقبله الاشارة إلى أنه ينبغي رعاية المكان والإخوان في حصول الجمعية وجاء عن القوم أنه يجب مراعاة ذلك مع مراعاة الزمان في حصول ماذكر والله يحب المطهرين ولو محبته إياهم لما أحبوا ذلك وعن سهل الطهارة علىثلاثة أوجه : طهارةالعلم من الجهل وطهارة الذكر من النسيان وطهارة الطاعة من المعصية وقال بعضهم : الطهارة على أقسام كثيرة : فطهارة الأسرار من الخطرات وطهارة الأرواح من الغفلات وطهارة القلوب من الشهوات وطهارة العقول من الجهالات وطهارة النفوس منالكفريات وطهارة الأبدان من الزلات وقال آخر : الطهارة الكاملة طهارة الأسرار من دنس الأغيار والله تعالى هو الهادي إلى سواء السبيل .
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة إلخ ترغيب للمؤمنين في الجهاد ببيان حال المتخلفين عنه ولا ترى كما نقلا لشهاب ترغيبا في الجهاد أحسن ولا أبلغ مما في هذه الآية لأنه أبرز في صورة عقد عاقده رب العزة جل جلاله وثمنه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولم يجعل المعقود عليه كونهم مقتولين فقط بلكونهم قاتلين أيضا لإعلاء كلمة الله تعالى ونصرة دينه سبحانه وجعله مسجلا في الكتب السماوية وناهيك به من صك وجعل وعده حقا ولا أحد أوفى من واعده فنسيئته أقوى من نقد غيره وأشار إلى ما فيه من الربح والفوز العظيم وهو إستعارة تمثيلية .
صور جهاد المؤمنين وبذل أموالهم وأنفسهم فيه وإئابة الله تعالى لهم على ذلك الجنة بالبيع والشراء وأتى بقوله سبحانه : يقاتلون إلخ بيانا لمكان التسليم وهو المعركة وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلّم : الجنة تحت ظلال السيوف ثم أمضاه جل شأنه بقوله ذلك الفوز العظيم ومنهنا أعظم الصحابة Bهم أمر هذه الآية فقد أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبدالله قال : نزلت هذه الآية على رسول الله A وهو في المسجد إن الله اشترى إلخ فكثر الناس في المسجد فأقبل رجل من الأنصار ثانيا طرفي ردائه على عاتقه فقال : يارسول الله أنزلت هذه الآية قال : نعم فقال الأنصاري : بيع ربيح لا نقيل ولا نستقيل ومن الناس من قرر وجه المبالغة بأنه سبحانه عبرعن قبوله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم التي بذلوها في سبيله تعالى وإثابته إياهم بمقابلتها الجنة بالشراء على طريقة الإستعارة التبعية ثم جعل