قد نبأنا الله من أخباركم .
إستئناف لبيان موجب النفي كأنه قيل : لم نهيتمونا عن الإعتذار فقيل : لأنا لم نصدقكم في عذركم فيكون عبثا فقيل : لم لن تصدقونا فقيل : لأن الله تعالى قد أنبأنا بالوحي بما في ضمائركم من الشر والفساد و نبأ عند جمع متعدية إلى مفعولين الأول الضمير والثاني من أخباركم أما لأنه صفة المفعول الثاني والتقدير جملة من أخباركم أو لأنه بمعنى أخباركم وليست من زائدة على مذهب الأخفش من زيادتها في الإيجاب .
وقال بعضهم إنها متعدية لثلاثة ومن أخباركم ساد مسد مفعولين لأنه بمعنى إنكم كذا وكذا أو المفعول الثالث محذوف أي واقعا مثلا وتعقب بأن السد المذكور بعيد وحذف المفعول الثالث إذا ذكر المفعول الثاني في هذا الباب خطأ أو ضعيف ومعنى نبأنا على الأول عرفنا كما قيل وعلى الثاني أعلمنا وقيل : معناه خبرنا و من بمعنى عن وليس بشيء وجمع ضمير المتكلم في الموضعين للمبالغة في حسم أطماع المنافقين المعتذرين رأسا ببيان إعتذارهم عند أحد من المؤمنين أصلا فإن تصديق البعض لهم ربما يطمعهم في تصديق الرسول E أيضا وللإيذان بإفتضاحهم بين المؤمنين كافة وتعدية نؤمن باللام مر بيانها وسيرى الله عملكم أي سيعلمه سبحانه علما يتعلق به الجزاء فالرؤية علمية والمفعول الثاني محذوف أي أتنيبون عما أنتم فيه من النفاق أم تثبتون عليه وكأنه لمكان السين المفيدة للتنفيس إستتابة