من كان E فقد أخرج ابن سعد وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن أنس رضيالله تعالى عنه قال : لما خرج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأبو بكر التفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال : يا نبي الله هذا فارس قد لحق بنا فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : اللهم اصرعه فصرع عن فرسه فقال : يا نبي الله مرني بما شئت قال : فقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا فكان أول النهار جاهدا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وآخر النهار مسلحة وكان هذا الفارس سراقة وفي ذلك يقول لأبي جهل : أبا حكم والله لو كنت شاهدا لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه علمت ولم تشكك بأن محمدا رسول ببرهان فمن ذا يقاومه وصح من حديث الشيخين وغيرهما أن القوم طلبوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأبا بكر وقال أبو بكر : ولم يدركنا منهم إلا سراقة على فرس له فقلت : يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال : لاتحزن إن الله معنا حتى إذا دنا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قلت : يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت قال : لم تبكي قلت : أما والله ما أبكي على نفسي ولكن أبكي عليك فدعا عليه E وقال : اللهم اكفناه بما شئت فساخت فرسه إلى بطنها في أرض صلدة ووثب عنها وقال : يا محمد إن هذا عملك فادع الله تعالى أن ينجيني مما أنا فيه فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : لا حاجة لي فيها ودعا له فانطلق ورجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة الحديث ويجوز تفسير الكلمة بالشرك وهو الذي أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فهي مجاز عن معتقدهم الذي من شأنهم التكلم به وفسرها بعضهم بدعوة الكفر فهي بمعنى الكلام مطلقا وزعم شيخ الإسلام بأن الجعل المذكور على التفسيرين آب عن حمل الجنود على الملائكة الحارسين لأنه يتحقق بمجرد الإنجاء بل بالقتل والأسر ونحو ذلك وأنت تعلم أنه لا إباء على التفسير الذي ذكرناه نحن على أن كون الإنجاء مبدأ للجعل بتفسيريه كاف في دفع الإباء بلا امتراء وكلمة الله هي العليا يحتمل أن يراد بها وعده سبحانه لنبيه صلى الله تعالى عليه وسلم المشار إليه بقوله تعالى : وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وإما كلمة التوحيد كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وإما دعوة الإسلام كما قيل ولا يخفى ما في تغيير الأسلوب من المبالغة لأن الجملة الإسمية تدل على الدوام والثبوت مع الإيذان بأن الجعل لم يتطرق لتلك الكلمة وأنها في نفسها عالية بخلاف علو غيرها فإنه غير ذاتي بل يجعل وتكلف فهو عرض زائل وأمر غير قار ولذلك وسط ضمير الفصل .
وقرأ يعقوب كلمة الله بالنصب عطفا على كلمة الذين وهو دون الرفع في البلاغة وليس الكلام عليه كأعتق زيد غلام زيد كما لا يخفى والله عزيز لا يغالب في أمره حكيم .
4 .
- لا قصور في تدبيره هذا واستدل بالآية على فضل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وهو لعمري مما يدع الرافضي في جحر ضب أو مهامه قفر فإنها خرجت مخرج العتاب للمؤمنين ما عدا أبا بكر رضي الله تعالى عنه فقد أخرج ابن