إعلام الله تعالى إن كان ذلك هو معنى النظم ومنه يعلم أن كون زوجته غير قرشية في حيز المنع نعم في كون قصي هو أحد أجداد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان مشركا مخالفة لما ذهب إليه جمع من أن أجداده E غير مشركين وقيل : إن ضمير له للولد والمعنى أنهما طلبا من الله تعالى أمثالا للولد الصالح الذي آتاهما وقيل : هو لأبليس والمعنى جعلا لأبليس شركاء في إسمه حيث سميا ولدهما بعبد الحرث وكلا القولين ردهما الآمدي في أبكار الأفكار وهما لعمري أوهن من بيت العنكبوت لكني ذكرتهما إستيفاء للأقوال وذهب جماعة من السلف كابن عباس ومجاهد وسعيد بن المسيب وغيرهم إلى أن ضمير جعلا يعود لآدم وحواء عليهما السلام والمراد بالشرك بالنسبة إليهما غير المتبادر بل ما أشرنا إليه آنفا إلى أن قوله سبحانه وتعالى : فتعالى الله عما يشركون تخلص إلى قصة العرب وإشراكهم الأصنام فهو كما قال السدي من الموصول لفظا المفصول معنى ويوضح ذلك كما قيل تغيير الضمير إلى الجمع بعد التثنية ولو كانت القصة واحدة لقيل يشركان وكذلك الضمائر بعد وأيد ذلك بما أخرجه أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال لها : سميه عبدالحرث فإنه يعيش فسمته بذلك فعاش فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره وأراد بالحرث نفسه فإنه كان يسمى به بين الملائكة ولا يعد هذا شركا بالحقيقة على ما قال القطب لأن أسماء الأعلام لا تفيد مفهوماتها اللغوية لكن أطلق عليه الشرك تغليظا وإيذانا بأن ما عليه أولئك السائلون عما لا يعنيهم أمر عظيم لا يكاد يحيط بفظاعته عبارة .
وفي لباب التأويل أن إضافة عبد إلى الحرث على معنى أنه كان سببا لسلامته وقد يطلق اسم العبد على ما لا يراد به المملوك كقوله :