فيه غير معتبر عند القائل به لفقد شرطه وهو ظاهر الذي له ملك السماوات والأرض في موضع نصب بإضمار أعني أن نحوه أو رفع على إضمار هو .
وجوز أن يكون في موضع جر على أنه صفة للإسم الجليل أو بدل منه واستبعد ذلك أبو البقاء لما فيه من الفصل بينهما وأجيب بأنه مما ليس بأجنبي وفي حكم ما لايكون فيه فصل ورجح الأول بالفخامة إذ يكون عليه جملة مستقلة مؤذنة بأن المذكور علم في ذلك أي اذكر من لا يخفى شأنه عند الموافق والمخالف وقيل : هو مبتدأ خبره لا إله إلا هو وهو على الوجوه الأول بيان لما قبله وجعله الزمخشري مع ذلك بدلا من الصلة وقد نص على جواز هذا النحو سيبويه وذكر العلامة أن سوق كلامه يشعر بأنه بدل إشتمال ووجه البيان أن من ملك العالم علويه وسفليه هو الإله فبينهما تلازم يصحح جعل الثاني مبينا للأول وليس المراد بالبيان الإثبات بالدليل حتى يقال الظاهر العكس لأن الدليل على تفرده سبحانه بالألوهية ملكه للعالم بأسره مع أنه يصح أن يجعل دليلا عليه أيضا فيقال الدليل على أنه جل شأنه المالك المتصرف في ذلك إنحصار الألوهية فيه إذ لو كان إله غيره لكان له ذلك واعترض أبو حيان القول بالبدلية بأن إبدال الجمل من الجمل غير المشتركة في عامل لا يعرف وتعقب بأن أهل المعاني ذكروه وتعريف التابع بكل ثان أعرب بإعراب سابقه ليس بكلي وقوله سبحانه : يحيي ويميت لزيادة تقرير إلهيته سبحانه وقيل : لزيادة إختصاصه تعالى بذلك وله وجه وجيه والفاء في قوله عز شأنه : فآمنوا بالله ورسوله لتفريع الأمر على ما تقرر من رسالته صلى الله تعالى عليه وسلم وإيراد نفسه الكريمة E بعنوان الرسالة على طريق الإلتفات إلى الغيبة للمبالغة في إيجاب الإمتثال ووصف الرسول بقوله تعالى : النبي الأمي لمدحه ولزيادة تقرير أمره وتحقيق أنه المكتوب في الكتابين الذي يؤمن بالله وكلماته ماأنزل عليه وعلى سائر الرسل عليهم السلام من كتبه ووحيه وقريء وكلمته على إرادة الجنس أو القرآن أو عيسى عليه السلام كما روي ذلك عن مجاهد تعريضا لليهود وتنبيها على أن من لم يؤمن به عليه السلام لم يعتبر إيمانه والإتيان بهذا الوصف بحمل أهل الكتابين على الإمتثال بما أمروا به والتصريح بالإيمان بالله تعالى للتنبيه على أن الإيمان به سبحانه لا ينفك عن الإيمان بكلماته ولا يتحقق إلا به ولا يخفى ما في هذه الآية من إظهار الصفة والتفادي عن العصبية للنفس وجعلوا ذلك نكتة للإلتفات وإجراء هاتيك الصفات واتبعوه أي في كل ما يأتي وما يذر من أمور الدين .
لعلكم تهتدون علة للفعلين أو حال من فاعليهما أي رجاء لإهتدائكم إلى المطلوب أو راجين له وفي تعليقه بهما إيذان بأن من صدقه ولم يتبعه بالتزام شرعه فهو بعد في مهامة الضلال ومن قوم موسى يعني بني إسرائيل أمة جماعة عظيمة يهدون الناس بالحق أي محقين على أن الباء للملابسة والجار والمجرور في موضع الحال أو بكلمة الحق على أن الباء للإلة والجار لغو به أي بالحق يعدلون في الأحكام الجارية فيما بينهم وصيغة المضارع في الفعلين للإيذان بالإستمرار التجددي واختلف في المراد منهم فقيل أناس كانوا كذلك على عهد موسى صلى الله تعالى عليه وسلم والكلام مسوق لدفع ما عسى يوهمه تخصيص