وقيل : إنها على ما يتبادر منها بناء على أن القوم ملكوها بعد أن ألقاها البحر على الساحل بعد غرق القبط أو بعد أن إستعاروها منهم وهلكوا قال الإمام : روي أنه تعالى لما أراد إغراق فرعون وقومه لعلمه أنه لا يؤمن أحد منهم أمر موسى عليه السلام بني إسرائيل أن يستعيروا حلي القبط ليخرجوا خلفهم لأجل المال أو لتبقى أموالهم في أيديهم .
واستشكل ذلك بكونه أمرا بكونه أمرا بأخذ مال الغير بغير حق وإنما يكون غنيمة بعد الهلاك مع أن الغنائم لم تكن حلالا لهم لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي أحلت لي الغنائم الحديث على أن ما نقل عن القوم في سورة طه من قولهم : حملنا أوزارا من زينة القوم يقتضي عدم الحل أيضا .
وأجيب بأن ذلك أن تقول : إنهم لما استعبدوهم بغير حق واستخدموهم وأخذوا أموالهم وقتلوا أولادهم ملكهم الله تعالى أرضهم وما فيها فالأرض لله تعالى يورثها من يشاء من عباده وكان ذلك بوحي من الله تعالى على طريق الغنيمة ويكون ذلك على خلاف القياس وكم في الشرائع مثله والقول المحكى سيأتي إن شاء الله تعالى ما فيه وهذه الجملة كما قال الطيبي عطف على قوله سبحانه : وواعدنا موسى عطف قصة على قصة .
وقرأ حمزة والكسائي حليهم بكسر الحاء إتباعا لكسر اللام كدلى وبعض حليهم على الإفراد وقوله سبحانه : عجلا مفعول اتخذ بمعنى صاغ وعمل أخر عن المجرور لما مر آنفا وقيل : إن اتخذ متعد إلى اثنين وهو بمعنى صير والمفعول الثاني محذوف أي إلها والعجل ولد البقر خاصة وهذا كما يقال لولد الناقة حوار ولولد الفرس مهر ولولد الحمار جحش ولولد الشاة حمل ولولد العنز جدي ولولد الأسد شبل ولولد الفيل دغفل ولولد الكلب جرو ولولد الظبي خشف ولولد الأروية غفر ولولد الضبع فرعل ولولد الدب ديسم ولولد الخنزير خنوص ولولد الحية حربش ولولد النعام رأل ولولد الدجاجة فروج ولولد الفأر درص ولولد الضب حسل إلى غير ذلك والمراد هنا ما هو على صورة العجل وقوله تعالى : جسدا بدل من عجلا أو عطف بيان أو نعت له بتأويل متجسدا وفسر ببدن ذي لحم ودم وقال الراغب : الجسد كالجسم لكنه أخص منه وقيل : إنه يقال لغير الإنسان من خلق الأرض ونحوه ويقال أيضا لما له لون والجسم لما لا يبين له لون كالهواء ومن هنا على ماقيل قيل للزعفران الجساد ولما أشبع صبغه من الثياب مجسد وجاء المجسد أيصا بمعنى الأحمر وبعض فسر الجسد به هنا فقال : أي أحمر من ذهب له خوار هو صوت البقر خاصة كالثغاء للغنم واليعار للمعز والنبيب للتيس والنباح للكلب والزئير للأسد والعواء والوعوعة للذئب والضباح للثعلب والقماع للخنزير والمؤاة للهرة والنهيق والسحيل للحمار والصهيل والضبح والقنع والحمحمة للفرس والرغاء للناقة والصني للفيل والبتغم للظبي والضعيب للأرنب والعرار للظليم والصرصرة للبازي والعقعقة للصقر والصفير للنسر والهدير للحمام والسجع للقمري والسقسقة للعصفور والنعيق والنعيب للغراب الصقاء والزقاء للديك والقوقاء والنقيقة للدجاجة والفحيح للحية والنقيق للضفدع والصيء للعقرب والفأرة والصرير للجراد إلى غير ذلك .
وعن على كرم الله تعالى وجهه أنه قرأ جؤار بجيم مضمومة وهمزة وهو الصوت الشديد ومثله الصياح