ولهم متعلق بفعل أي كما ثبت لهم قال إنكم قوم تجهلون .
831 .
- تعجب عليه السلام من قولهم هذا بعد ما شاهدوه من الآية الكبرى والبينة العظمى فوصفهم بالجهل على أتم وجه حيث لم يذكر له متعلقا ومفعولا لتنزيله منزلة اللازم أو لأن حذفه يدل على عمومه أي تجهلون كل شيء فيدخل فيه الجهل بالربوبية بالطريق الأولى وأكد ذلك بأن وتوسيط قوم وجعل ماهو المقصود بلأخبار وصفا له ليكون كما قال العلامة كالمتحقق المعلوم وهذه كما ذكر الشهاب نكتة سرية في الخبر الموطىء لإدعاء أن الخبر لظهور أمره وقيام الدليل عليه كأنه معلوم متحقق فيفيد تأكيده وتقريره ولولاه لم يكن لتوسيط الموصوف وجه من البلاغة إن هؤلاء أي القوم الذين يعكفون على هذه الأصنام متبر أي مدمر مهلك كما قال ابن عباس ماهم فيه من الدين يعني يدمر الله تعالى دينهم الذي هم عليه على يدي ويهلك أصنامهم ويجعلها فتاتا وباطل أي مضمحل بالكلية وهو أبلغ من حمله على خلاف الحق ماكانوا يعملون .
931 .
- أي مااستمروا على عمله من عبادتها وإن قصدوا بذلك التقرب إلى الله تعالى وأن المراد أن ذلك لاينفعهم أصلا وحمل ماكانوا يعملون على الأصنام لأنها معمولة لهم على خلاف الظاهر جدا والجملة تعليل لإثبات الجهل المؤكد للقوم وفي إيقاع إسم الإشارة كما في الكشاف اسما لإن وتقديم خبر المبتدأ من الجملة الواقعة خبر لها وسم لعبدة الأصنام بأنهم هم المعرضون للتبار وأنه لايعدوهم البتة وأنه لهم ضربة لازب ليحذرهم عاقبة ماطلبوا ويبغض إليهم ماأحبوا ووجه ذلك على ما في الكشف أن اسم الإشارة بعد إفادة الإحضار وأكمل التمييز يفيد أنهم أحقاء بما أخبر عنه به بواسطة ماتقدم من العكوف والتقديم يؤذن بأن حال ماهم فيه ليست غير التبار وحال عملهم ليست إلا البطلان فهم لايعدونهما فهما لهم ضربة لازب .
وجوز أبو البقاء أن يكون ماهم فيه فاعل متبر لإعتماده على المسند إليه وهو في نفسه مساو لإحتمال أن يكون ماهم فيه مبتدأ ومتبر خبر له أو أرجح منه إلا أن المقام كما قال القطب وغيره اقتضى ذلك فليفهم .
قال أغير الله أبغيكم إلها قيل : هذا هو الجواب وما تقدم مقدمة وتمهيد له ولعله لذلك اعيد لفظ قال : وقال شيخ الإسلام : وهو شروع في بيان شؤون الله تعالى الموجبة لتخصيص العبادة به سبحانه بعد بيان أن ماطلبوا عبادته مما لايمكن طلبه أصلا لكونه هالكا باطلا أصلا ولذلك وسط بينهما قال مع كون كل منهما كلام موسى عليه السلام وقال الشهاب : أعيد لفظ قال مع اتحاد ما بين القائلين لأن هذا دليل خطابي بتفضيلهم على العالمين ولم يستدل بالتمانع العقلي لأنهم عوام انتهى وفي إقامة برهان التمانع على الوثنية القائلين إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى والمجيبين إذا سئلوا من خلق السموات والأرض يخلقهن الله خفاء والظاهر إقامته على التنويه كما لايخفى والإستفهام للإنكار وانتصاب غير على أنه مفعول أبغيكم وهو على الحذف والإيصال والأصل أبغي لكم وعلى ذلك يخرج كلام الجوهري وإن كان ظاهره أن الفعل متعد لمفعولين والهاء تمييز وجوز أبو البقاء أن يكون مفعولا به لأبغي وغير صفة له قدمت فصارت حالا وأيا ما كان فالمقصود هنا اختصاص الإنكار بغيره تعالى دون إنكار الإختصاص والمعنى أغير المستحق للعبادة أطلب لكم معبودا وهو فضلكم على العالمين أي على زمانكم أو جميع العالمين وعليه يكون المراد تفضيلهم بتلك الآيات لا مطلقا حتى يلزم تفضيلهم على