عجبت ممن خف كيف خف .
وقد سمع قولهسبحانه : وتلا الآية ويعلم منها أن التحزن لاينافي الصبر لأن الله سبحانه وصف بني إسرائل به مع قولهم السابق لموسى عليه السلام أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ودمرنا أي خربنا وأهلكنا ما كان يصنع فرعون وقومه في أرض مصر من العمارات والقصور أي دمرنا الذي كان هو يصنعه فرعون على أن ما موصولة واسم كان ضمير راجع إليها وجملة يصنع فرعون من الفعل والفاعل خبر كان والجملة صلة الموصول والعائد إليه محذوف وجوز أن يكون فرعون اسم كان ويصنع خبر مقدم والجملة الكونية صلة ما والعائد محذوف أيضا وتعقبه أبو البقاء بأن يصنع يصلح أن يعمل في فرعون فلا يقدر تأخيره كما لايقدر تأخير الفعل في قولك : قام زيد وفيه غفلة عن الفرق بين المثال وما نحن فيه وهو مثل الصبح ظاهر وقيل : ما مصدرية وكان سيف خطيب والتقدير ما يصنع فرعون الخ وقيل : كان كما ذكرنا وما موصولة اسمية والعائد محذوف والتقدير ودمرنا الذي يصنعه فرعون الخ أي صنعه والعدول إلى صيغة المضارع على هذين القولين لإستحضار الصورة وما كانوا يعرشون من الجنات أو ماكانوا يرفعونه من البنيان كصرح هامان وإلى الأول يشير كلام الحسن وإلى الثاني كلام مجاهد .
وقرأ ابن عامر وأبوبكر هنا وفي النحل يعرشون بضم الراء والباقون بالكسر وهما لغتان فصيحتان والكسر