بطل والباطل زائل وفائدة الإستعارة كما قيل : الدلالة على التأشير لأن الوقع يستعمل في الاجسام وقيل : المراد من وقع الحق صيرورة العصا حية في الحقيقة وليس بشيء وبطل ما كانوا يعملون .
811 .
- أي ظهر بطلان ماكانوا مستمرين على عمله فغلبوا أي فرعون وقومه هنالك أي في ذلك المجمع العظيم وانقلبوا صاغرين .
911 .
- أي صاروا أذلاء أو رجعوا إلى المدينة كذلك فالإنقلاب إما مجاز عن الصيرورة والمناسبة ظاهرة أو بمعنى الرجوع فصاغرين حال ورجح الأول بقوله سبحانه : وألقى السحرة ساجدين .
21 .
- لأن ذلك كان بمحضر من فرعون قطعا وجوز رجوع ضمير غلبوا وانقلبوا على الإحتمال الأول إلى السحرة أيضا وتعقب بأنهم لا ذلة لهم والحمل على الخوف من فرعون أو على ما قبل الإيمان لايخفى ما فيه والمراد من ألقى السحرة الخ أنهم خروا ساجدين وعبر بذلك دونه تنبيها على أن الحق بهرهم واضطرهم إلى السجود بحيث لم يبق لهم تمالك فكأن أحدا دفعهم وألقاهم أو أن الله تعالى ألهمهم ذلك وحملهم عليه فالملقي هو الله تعالى بإلهامه لهم حتى ينكسر فرعون بالذين أراد بهم كسر موسى عليه السلام وينقلب الأمر عليه ويحتمل أن يكون الكلام جاريا مجرى التمثيل مبالغة في سرعة خرورهم وشدته وإليه يشير كلام الأخفش وجوز أن يكون التعبير بذلك مشاكلة لما معه من الإلقاء إلا أنه دون ما تقدم يروى أن إجتماع القوم كان بالإسكندرية وأنه بلغ ذنب الحية من وراء البحر وأنها فتحت فاها ثمانين ذراعا فابتلعت ماصنعوا واحدا بعد واحد وقصدت الناس ففزعوا ووقع الزحام فمات منهم لذلك خمسة وعشرون ألفا ثم أخذها موسى عليه السلام فعادت في يده عصا كما كانت وأعدم الله تعالى بقدرته تلك الأجرام العظام ويحتمل أنه سبحانه فرقها أجزاء لطيفة فلما رأى السحرة ذلك عرفوا أنه من أمر السماء وليس من السحر في شيء فعند ذلك خروا سجدا والمتبادر من السجود حقيقته ولا يبعد أنهم كانوا عالمين بكيفيته وقيل : إن موسى وهرون عليهما السلام سجدا شكرا لله تعالى على ظهور الحق فاقتدوا بهما وسجدوا معهما وحمل السجود على الخضوع أي أنهم خضعوا لما رأوا مارأوا خلاف الظاهر الذي نطقت به الآثار من غير داع إلى إرتكابه قالوا إستئناف .
وجوز أبو البقاء كونه حالا من ضمير انقلبوا وليس بشيء وقيل : هو حال من السحرة أو من ضميرهم المستتر في ساجدين أي أنهم ألقوا ساجدين حال كونهم قائلين ءامنا برب العالمين أي مالك أمرهم والمتصرف فيهم رب موسى وهارون بدل مما قبل وإنما أبدلوا لئلا يتوهم أنهم أرادوا فرعون ولم يقتصروا على موسى عليه السلام إذ ربما يبقى للتوهم رائحة لأنه كان ربى موسى عليه السلام في صغره ولذا قدم هارون في محل آخر لأنه أدخل في دفع التوهم أو لأجل الفاصلة أو لأنه أكبر سنا منه وقدم موسى هنا لشرفه أو للفاصلة وأما كون الفواصل في كلام الله تعالى لا في كلامهم فقد قيل : إنه لايضر وروى أنهم لما قالوا : آمنا برب العالمين قال فرعون : أنا رب العالمين فقالوا ردا عليه : رب موسى وهارون وإضافة الرب إليهما كإضافته إلى العالمين وقيل : إن تلك الإضافة على معنى الإعتقاد أي الرب الذي يعتقد ربوبيته موسى وهارون ويكون عدم صدقه على فرعون بزعمه أيضا ظاهرا جدا إلا أن ذلك خلاف الظاهر من الإضافة ويعلم مما قدمنا سر